-A +A
حمود أبو طالب
خبر بالغ الأهمية لكنه لم يحظ باهتمام المتاجرين بالقضية الفلسطينية، الشعاراتيون على أوراق الصحف الصفراء وفي أبواق بعض الفضائيات، الرافعون لافتات المقاومة وهم يخونون الشعب الفلسطيني جهاراً نهاراً، والذين يعتقدون أنه لا يكتمل ولا يحسن عملهم إلا بذم المملكة وتلفيق التهم الباطلة ضدها وتحميلها أوزار خطاياهم.

نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبراً تذكر فيه استياء الإعلام الإسرائيلي بمجمله من موقف المملكة الذي أعلنه الملك سلمان تجاه ما يسمى بصفقة القرن، الصحيفة ترى أن المملكة أجهزت على هذه الصفقة عندما وجهت رسالة قاسية إلى الرئيس الأمريكي ترفض أي خطة سلام لا تعترف بالقدس عاصمة لفلسطين ولا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني. ورأت الصحيفة أن هذا الموقف سوف يغير كثيراً في معادلات التعامل مع القضية العربية المركزية، وسوف يقوّض أحلام إسرائيل بابتلاع كل فلسطين وتحويل القدس إلى عاصمة الكيان الإسرائيلي.


هذا الخبر لم تحفل به حماس ولا أحزاب وفصائل الممانعة والمقاومة التي صرحت إسرائيل أن وجودها مهم لها، ولم يشر إليه إعلام خليفة الإخوان الذي يتاجر بالقدس وفلسطين ويقيم أقوى العلاقات مع إسرائيل، وبالطبع سيكون الخبر مؤذيا لنظام الحمدين الذي كان سفيره يصرح للإعلام الإسرائيلي قبل أيام قليلة عن بعض ملامح صفقة القرن ووساطته بين حماس وإسرائيل، ولذلك صمت إعلاميو الغفلة الذين صدعونا بكذبهم لأن تناولهم لهذا الخبر على حقيقته سيفضح كذبهم وارتزاقهم أكثر.

كل هؤلاء الأفاكين يعرفون الموقف الثابت للمملكة من القضية الفلسطينية منذ بدايتها إلى الآن، والذي ضحت المملكة من أجله كثيراً وتحملت تبعات سياسية كبيرة، ولكن سيكون صعبا الحصول على حقوق الفلسطينيين إذا كانوا هم لا يريدون حقوقهم بسبب العملاء الذين شقوا صفهم وأصبحوا يدعون تمثيلهم بخروجهم على السلطة الفلسطينية الشرعية وعمالتهم لدول أجنبية تحتقر العرب والعروبة، بل عمالتهم لإسرائيل ذاتها.

وعندما يعلن الملك سلمان هذا الموقف فكأنه يقول نحن هنا وهذا موقفنا التاريخي الثابت، فأين أنتم يا أصحاب الشعارات الزائفة الذين تتاجرون بقضية وتاريخ ومصير الشعب الفلسطيني.