-A +A
عبده خال
يبدو أن المنصب الجديد للوزير البريطاني جيرمي هانت أوقعه في خطأين (يسوّدان الوجه)، ففي اجتماع رسمي ببكين قال إن زوجته يابانية بينما هي صينية.

وعلى طريقة المثل الشعبي (جا يكحلها عماها)، فقد أراد التحدث عن العلاقة الحميمة التي تربطه بالصين كون زوجته وأولاده مشطرين بين بريطانيا والصين لكي يقرب المسافة التي تبعد (جفوة) بين البلدين بعضهما عن بعض، إلا أنه أثار صالة الاجتماع بالضحك، ضحك لم يستطع المجتمعون إخفاء الخطأ الشنيع الذي وقع فيه الوزير الجديد، وهذه الحادثة ذكرتني بصديقين، كان كل منهما يدعي أنه يتعامل مع زوجته بحزم من غير ليونة أو تباسط، وفِي إحدى الزيارات اجتمع الصديقان في منزل الأول في حفلة أسرية، فأظهر الضيف لغة صارمة جافة وهو يتحدث مع زوجته، بينما ظل المضيف تخرج كلماته أنغاما وغزلا فكلما أراد شيئا خاطب زوجته:


-حبي ارفعي صوت التلفاز.. عمري ممكن مويه.. عيوني خفضي درجة برودة المكيف.. هنائي ليتك تجهزي العشاء.

وكنوع من المجاملة نهضت زوجة الضيف لتساعد زوجة المضيف وهي تكاد تنفجر من معاملة زوجها القاسية، وما إن ابتعدت الزوجتان حتى بادر الضيف صاحبه لائما ومستنكرا منه ألفاظ الغزل قائلا له:

أحرجتني مع زوجتي فكل طلب تطلبه من زوجتك تسبقه بمفردة غزل وتودد: حبي.. عيني.. عمري.. هنائي، بينما تركتني أقسو على زوجتي بالكلمات.

فرد عليه ضاحكا: اسكت بس لا تفضحني لي عشر سنوات ناسي اسمها !

انتهت الطرفة.

كثير من ممارسات الأزواج تدخل في نفق مظلم لا يستطيع أي منهما الخروج منه.

والأفضل استخدام كلمات الغزل من غير تمييز كي لا تخطئ ويكون الخروج من الخطأ أشبه باعتذار هارون الرشيد من أبي نواس عندما أراد الأخير دفع الرشيد التقليل من تقديم زبيدة في كل شيء.