-A +A
حمود أبو طالب
من المشاريع الوطنية التاريخية الضخمة التي تم إطلاقها مشروع «نيوم»، ضمن حزمة مشاريع نوعية غير مسبوقة في المنطقة العربية، وهنا نود الإشارة إلى بعض ما علق به بعض العرب الذين لولا المملكة ما صمدت بلدانهم طويلا كدول ولا استقرت كشعوب، ولا استطاعت تجاوز أزماتها المتتابعة التي صنعتها أيديهم قبل أن يصنعها الغير. لقد امتزج قولهم بالسخرية والحسد والغيرة، فقالوا إنما هي مشاريع فانتازية يراد بها إلهاء الشعب ولن يكون لها وجود، وأنها مجرد غطاء لتسليم ثروة الوطن إلى دول أخرى تحت غطاء شركات لن تفعل شيئا، مجرد عقود وهمية على الورق، وقالوا إن الشعب السعودي يحتاج سنوات ضوئية لكي يستوعب مثل هذه المشاريع العملاقة المختلفة، وبالتالي لن يكون بحال من الأحوال قادرا على استيعابها في هذا الوقت.

ذلك وأكثر منه قيل للأسف، وروج له بعض الإعلام المرتزق المعروف مَن وراءه، وبينما هم يمارسون الكلام الأصفر كانت المملكة تمارس الفعل السريع القوي المدروس، تم تحديد الرؤية الواضحة لمشروع نيوم وبرنامج وفريق العمل والإطار الزمني. قبل أيام قليلة وبينما كنا في زيارة لجامعة كاوست وخلال عرض كان يقدمه المهندس نظمي النصر رئيس الجامعة، جاءه اتصال من الديوان الملكي فغادر على الفور، كنا نعرف أنه قد تم تعيينه رئيسا تنفيذيا لمشروع نيوم كواحد من الكفاءات الوطنية المتميزة الخلاقة، وكنا نعرف أن الملك سلمان سيقوم بزيارة لمشروع نيوم خلال أيام، لكن توقعاتنا بأنها ستكون زيارة تفقدية قصيرة، وإذا بها زيارة للراحة والاستجمام ما يعني أن هناك ما تم إنجازه وما يمكن للملك أن يشاهده هناك، وأن يستدعي مجلس الوزراء للانعقاد في موقع مشروع نيوم.


هذه اللمحات والإشارات الملكية هي الرد العملي على الفارغين المتفرغين للكلام، الذين لا تمثل مساحة بلدانهم جزءا من مشروع نيوم ولا اقتصاداتهم بأجملها جزءا من ميزانية نيوم واستثماراتها، لقد تفرغوا لإضاعة وقتهم ومقدرات أوطانهم وشعوبهم في المزايدات التي أدمنوها، وبالطبع يؤذيهم الذين تجاوزوهم بالانطلاق نحو المستقبل وهم يقبعون في ظلال الماضي.