-A +A
خالد السليمان
لا أحد في الخليج يريد حربا مع إيران أو غيرها، كل ما يريده الخليجيون من إيران هو أن تعدل سلوكها العدواني وتكف عن التدخل في شؤون جيرانها، وهو ليس مطلبا فوق طاقتها بل هو الحد الأدنى المطلوب من أي دولة وفق القانون الدولي! دول الخليج العربية على مر التاريخ لم تكن دولا تشن الحروب أو تختلق الأزمات، فعقيدة أنظمتها السياسية هي تنمية المكان والإنسان، لذلك سخرت دائما ثرواتها لتحقيق رخاء شعوبها، بينما نجد بعض جيرانها غارقين في مشكلات التنمية وضعف البنية الأساسية وتخلف خدماتها قياسا بما تملكه من نفس مصادر الثروات! فتش عن أي مشكلة في الشرق الأوسط وستجد أن دول الخليج كانت دائما تلعب دور الإطفائي، بينما غيرها من حملة الشعارات الوهمية يشعلون الحرائق ويختلقون الأزمات على حساب حاجات مواطني بلدانهم، ويبددون الثروات في مغامرات الحروب ومشاريع الهيمنة ودعم أعمال العنف وتمويل الجماعات المارقة على القانون ! إذن ليس صعبا على المجتمع الدولي، أن يميز الخبيث من الطيب في المنطقة، ولا مقبولا منه أن يساوي بين من يبني ومن يهدم، ومن يمنح أسباب الحياة ومن يقدم أدوات الموت! الخليجيون لا يريدون تغيير النظام الإيراني، فهذا قرار الشعب الإيراني، لكنهم يريدون تغيير سلوكه، وبالتالي فإن انسجامهم مع سياسة الرئيس ترمب تجاه إيران لدفعه للقبول بالتفاوض على اتفاق جديد يلبي مطالبها ويطمئن مخاوفها، وإلزامه بالكف عن التدخل في شؤون جيرانه ومساعي مد هيمنته إلى خارج حدوده هي المطالب التي تحقق أهداف الاستقرار في المنطقة لتستمر مسيرة البناء والتنمية!