-A +A
محمد أحمد الحساني
بعد أن أصبحت المرأة في بلادنا تشارك وتعمل في وظائف متنوعة بالقطاعين العام والخاص، زادت حاجتها إلى روضة أطفال تضع فيها صغارها خلال ساعات عملها، وكانت وزارة التعليم قد حلت المشكلة بالنسبة للمعلمات اللائي لديهن أطفال في سن الروضة أو التمهيدي، فأنشأت لهن في كل مدينة ومحافظة روضات خاصة بأطفال المعلمات، ثم تشجع القطاع الخاص فأنشأ روضات برسوم سنوية لمن ترغب في إلحاق صغارها بمرحلتي الروضة والتمهيدي، ولكن اتساع توظيف النساء في القطاع الخاص وفي القطاع الصحي الذي يمتد الدوام الرسمي فيهما حتى الساعة الرابعة عصراً أوجد تضارباً بين زمن انتهاء دوام الروضات الذي لا يزيد على الساعة الواحدة والنصف ظهراً وانتهاء دوام موظفات القطاع الصحي من طبيبات وإداريات وفنيات ومختبر وإحصائيات اجتماعيات وممرضات، وكذلك موظفات القطاع الخاص الذي يمتد حتى الساعة الرابعة عصراً، مما أوجد حرجاً لهؤلاء العاملات مع جهات عملهن فإن هن خرجن لجلب الصغار من الروضة فهل يأتين بهم إلى مكان العمل وهل يسمح لهن بذلك؟، وإن أوكلن الأمر إلى السائق وحده ففي ذلك مخاطر، وربما لا يكون في الدار من يشرف على الصغار لعدة ساعات سوى الخادمة التي قد تسول لها نفسها فعل ما يؤذيهم في غياب الأم والأب إن كان لهم أب على قيد الحياة، فقد يكون هو الآخر في دوام رسمي يمتد حتى الرابعة عصراً، وقد شكا لي بعض الإخوة الذين تقاعدوا عن العمل وخلدوا إلى الراحة أنهم وجدوا أنفسهم مطالبين بجلب أحفادهم وأسباطهم من الروضات يومياً وإبقائهم لديهم حتى خروج ابنه أو ابنته من أعمالهم بعد صلاة العصر، مع أنهم قد أصبحوا بعد التقاعد في وضع صحي لا يسمح لهم بمثل هذه المعاناة اليومية فكأنهم أمسوا ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل «بعد ما شاب ودوه الكتاب» وتكملة من عندي «ليعود برحاب وأختها رباب»!

ويرى أصحاب المعاناة أن الحل بسيط وميسر وهو أن يمتد دوام جزء من العاملات في الروضات إلى بعد الساعة الرابعة عصراً وبطريقة المناوبة فإذا كان عدد المعاملات في روضة من الروضات عشراً داومت اثنتان منهن ساعتين إضافيتين لصالح الصغار الذين يتأخر وصول آبائهم وأمهاتهم حتى الرابعة عصراً، ولا بأس أن يصرف لهن مكافأة مالية مقابل الساعتين في كل أسبوع وأن تكون المكافأة على حساب من لديهم صغار لا يأتي من يعيدهم إلى منازلهم إلا بعد نهاية دوام القطاعين الصحي والخاص، بحيث لا يزيد ما يؤخذ لصرفه مكافأة عن 10% من رسوم التحاق أطفال الروضة، فإذا كانت الرسوم 5 آلاف ريال بالنسبة لبقية الأطفال زيدت 500 ريال من قبل من يكون لديهم أطفال يحتاجون للبقاء حتى الرابعة عصراً، ولعل وزارة التعليم تدرس ما ذكر وتأخذ بما تراه صالحاً منه، وبالله التوفيق.


* كاتب سعودي