-A +A
صالح الفهيد
كان الله في عون جمهور النصر، هذه العبارة الشاكية الباكية أرددها بشكل شبه يومي وأنا أتابع أخبار النصر في الصحف المحلية وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

فأخبار النصر لا ترحم جماهير النادي التي تنام وهي تحلم بالسيل الكبير الموعود، ثم تستيقظ فلا تجد إلا السراب، ولا شيء غير السراب، وأخبار شحيحة تؤكد أن السيل لم يصل ليس بسبب صغره أو كبره على كل حال، وإنما لأسباب أخرى سنتحدث عنها في وقت لاحق.


ورغم الجهود «الجبارة» التي تقوم بها إدارة النادي لشد عصب جماهير النصر، وبث روح متفائلة في صفوفهم، والتخفيف من وقع التأخير في حسم ملف المحترفين الأجانب عليهم، ورغم الجهد «الخرافي» من بعض الإعلاميين «المتمصدرين» الذين يحاولون التقرب من إدارة النادي والتودد لها والتظاهر بالوقوف معها عبر «فبركة» ونشر الأخبار التي تبث روح الأمل في قلوب النصراويين، إلا أن هذه الجهود كلها لا تلبث طويلا حتى ترتطم بجدار الحقيقة، والحقيقة هنا هي أن كل ما يقولونه وينشرونه ليس إلا «طبخ رضم»، كما في قصة المرأة الفقيرة المعدمة التي كانت توهم أبناءها بأنها تطبخ لهم العشاء، وليس في القدر سوى الماء والحجر «الرضم»، ويظل أبناؤها ينتظرون العشاء ويستمعون لحديث أمهم عن العشاء اللذيذ الموعود حتى يغلبهم النوم، وعندما يستيقظون في اليوم التالي يكتشفون أنهم باتوا دون عشاء !

وكما كانت تفعل المرأة مع أبنائها في القصة المعروفة تفعل إدارة النصر مع جمهور النادي، فمنذ أشهر وقضية التعاقدات مع اللاعبين المحترفين تراوح محلها دون تقدم حقيقي لحسم هذا الملف، وإكمال قائمة المحترفين الأجانب.

الشيء المفرح في المشهد الإعلامي النصراوي الراهن هو استمرار وجود تيارين؛ أحدهما مع الإدارة والآخر ضدها، وهذا مهم جدا لجهة ضمان سماع الصوت الناقد في البيت النصراوي، وإبقاء إدارة النادي تحت مجهر النقد الذي يكشف الأخطاء ويساعد الإدارة على تصحيحها وتصويبها.

وما نتمناه من إدارة سعود آل سويلم هو أن لا تنزعج من نقد النصراويين لها، وأن لا تفسر كل نقد بأنه مؤامرة، وأن لا تصف كل من يختلف معها بأنه مدسوس، وأن لا تحاول إقصاء كل من يختلف معها عن النادي، كما فعلت الإدارة السابقة.

وفي نفس الوقت أتمنى عليها أيضا أن لا تشجع المتملقين والمداحين فهؤلاء هم الخطر على أي ناد، وأينما وجدوا فهم لا يحضرون إلا ويكونون سببا في المشاكل والفشل، وتجارب الماضي القريب والبعيد علمتنا أن هؤلاء سواء كانوا مشجعين أو إداريين أو إعلاميين لا تهمهم سوى مصالحهم، ولا تحركهم إلا (....)، وإذا كانوا اليوم يقفون إلى جانب هذه الإدارة فقد يقفون في الغد ضدها، عندما يجدون أن مصلحتهم أصبحت في مكان آخر، وهم كانوا من قبل في موقع آخر من المعادلة، حيث يتنقلون من طرف لطرف بانتهازية صارخة.

وأختم بحديث رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم: (احثوا في وجه المداحين التراب) ولم يقل (احثوا في وجه الناقدين التراب)!