-A +A
أنمار مطاوع
هذا المصطلح (الاتصال البارد) يطلق في عالم التسويق على طريقة استخدام الهاتف لتسويق منتج ما بأسلوب الاتصال التقليدي؛ المتصل يسأل: (لديك وقت؟) أو (ممكن آخذ من وقتك 5 دقائق؟) وفي الغالب تكون الإجابة (لا.. الآن مشغول.. ممكن في وقت آخر).. وتبدأ رحلة التسويف. وحتى لو وافق العميل على أن يعطي من وقته دقائق.. يبدأ المسوّق حديثه بالقراءة من الورقة التي أمامه - الخاصة بمميزات المنتج -.. وهنا ينتهي الاتصال؛ لأن القراءة من ورقة توحي بـ(الجهاز الآلي) المشجع على إنهاء المكالمة دون سابق إنذار. كان المجتمع في الماضي يخجل من الصد.. الآن أصبح يغلق الخط في وجه المتصل دون أي تأنيب ضمير.. ومن المحتمل أيضا بقليل من الجرأة.. أن يخبر المتصل بـ(عدم الاتصال على هذا الرقم مرة أخرى).. بالتأكيد لن يستمعوا لطلب العميل ويحذفوا الرقم.. وسيعاودون الاتصال مرة أخرى لاحقا.. ولكن على الأقل سجل العميل نقطة.

التسويف، وقفل الخط السريع، والرفض.. كلها مؤشرات ودلالات واضحة على أن أسلوب الاتصال الهاتفي أصبح (باردا)؛ والاتصال البارد لا يؤدي أبدا لنتائج إيجابية.. فقد تم فك شفراته على مدار التجارب والوعي العصري.. ويحتاج لشفرات جديدة.


اتصال التسويق الهاتفي يحتاج أولا لإثارة الفضول لدى العميل.. ثم خفض نسبة الرفض.. عبارة مثل: (وصلنا منتج جديد ونرغب في أن تكون أول من يعرف عنه) تحمل عبارات مشوقة جميعنا يحتاج لسماعها: (.. جديد..) (.. أول..) (.. معرفة..).. ثانيا: يحتاج العميل للطمأنة بأنه لن يشتري ما لا يحتاجه؛ (سأخبرك عن منتجنا الجديد لتقرر ما إذا كنت في حاجته أم لا).. ثالثا: من المهم أن يتحدث المتصل لهجة سعودية خاصة بالمنطقة التي يتصل عليها.

المجتمع أصبح وقته مزدحما وتعود على الرسائل القصيرة؛ على سبيل المثال: أي رسالة تزيد على دقيقة في الواتساب سيكون مصيرها الحذف قبل أن تبدأ.. وفي نفس الوقت هو في حاجة للإعلان والتسويق لمعرفة المنتجات الجديدة.. ولكن بأساليب مشوقة جديدة تحترم مرحلة وعيه. الطريقة التقليدية عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة لعقلية الحاضر.. إنسان الحاضر يرفض ذلك الأسلوب التقليدي ولا يتقبله.. بل يشعر بالإهانة حين يُستخدم معه.

* كاتب سعودي