-A +A
عبدالله عمر خياط
.. نقل فيصل بن عبدالله قصته مع الملك خالد وقصته مع ملكة هولندا بياتربس عام 1994م وقد كان جالساً بجوارها ويشاهدان نهاية سباق الخيول، قال: وعندما بدأت الخيول تعانق خط النهاية كان المذيع يعلق بقوله: «إن هذا الحصان عربي ويمتطيه فارس يمثل فرنسا، وهذا أيضا حصان عربي يمتطيه فارس من إسبانيا، وهكذا كانت معظم الخيول الأولى عربية الأصل، ولم يكن هناك فارس عربي واحد، فكان أن التفتت إليَّ الملكة وقالت: «هذه خيولكم فأين خيالتكم ؟»، وكأنها غرست خنجراً من التحدي في صدري. فقلت: يا جلالة الملكة إن عمر اتحادنا أربع سنوات فقط، ولكني أعدك أنك سترين فرساننا على ظهور خيولنا في مقدمة الفرسان». والحمد لله أن فرساننا أعادوا أمجاد فروسيتنا على ظهور جيادنا، وقد حققنا بعدها بسنوات بطولة العالم في التحمل.

أما قصته مع عمه المرحوم الملك خالد بن عبدالعزيز فقد كانت أعجب، قال: ففي العام 77-1978م ركبت السيارة معه ومع عمي المرحوم الأمير سعد بن محمد، وكان في طريقه إلى «الدكة» وهي استراحة (في مدينة الطائف) كان يجلس فيها بعد العصر، وفي الطريق شرحت له ما في «خطابي إليه» وأنه من الأهمية بمكان أن يكون لدينا مركز ينسق بين خطط عمل الوزارات، وأذكر ببساطة كلمته – يرحمه الله – وهو يقول: «يا ولدي والله إنك صادق، فمنذ أن سكنت بيتي في المعذر (بالرياض) وهم يحفرون ويدفنون، يوم للماء ويوم للكهرباء ويوم للتلفون» وعندما ذكرت له – يرحمه الله – الحاجة إلى بناء مركز، التفت إليَّ وهو يقول: يعني حنا ما نفكر، بس يا ولدي يمكن معك حق، لكن ما حصل هو أن الله رزقنا بهذه الثروة وأنت تقول خلنا نفكر في العشر والعشرين سنة القادمة، ولكن الناس تقول خلنا نسوي اللي ما سويناه في العشر والعشرين سنة الماضية بعد أن منَّ الله علينا بهذه الثروة».


لقد كان الملك خالد يسمع ما يريده الناس ويحاول رحمه الله تنفيذه، وقد التقطت هاتين القصتين من كتاب وزير التربية والتعليم الأسبق سمو الأمير فيصل بن عبدالله، وهو بعنوان: «التحول المعرفي – سُبُل ومراحل»، صادر عن دار ليان الثقافية وهو بين السيرة الذاتية والرؤية الفكرية من خلال المهام التي تولاها في الحرس الوطني وفي اتحاد الفروسية وفي ترؤسه للاستخبارات ثم توليه منصب وزير التربية والتعليم وغيرها من المحطات في حياته.

والكتاب مختصر مفيد لا تزيد صفحاته عن 90 صفحة، وفي الكتاب هوامش فيحاول القارئ معرفة المصادر أو الملاحظات لكنه إذا عاد إلى آخر الكتاب لم يجد الهوامش، وهي غلطة ينبغي تداركها في الطبعات القادمة. كما أن عنوان الكتاب يوحي وكأنه كتاب في الفلسفة.

بقي أن نقول: إنه لم يعرّف نفسه أنه أمير من الأسرة المالكة السعودية، وأهدى الكتاب إلى الوطن وإنسانه وإلى كل من ساهم في مسيرته بقليل أو كثير. وشكراً على إهدائه الكريم.

السطر الأخير:

قال الملك خالد رحمه الله: «يا ولدي العالم فاتح ثمه (فمه) يأخذ فليساتنا ويعطينا حديد وأسمنت».