-A +A
خالد السليمان
وأنا أشاهد لقطات لوحات إعلانية ولافتات متظاهرات معادية ضد زيارة أمير قطر لبريطانيا، وأقرأ شكوى وسائل إعلام قطرية من أنها جزء من حملة إعلامية وتحشيد متظاهرين بالمال للتشويش على الزيارة، تذكرت سائق دراجة «التكتك» الذي يجوب شارعي أكسفورد وريجنت ذهابا وإيابا وهو يحمل علم قطر ويعلق صور «تميم المجد» ويصدح مسجله بأغاني تمجيد الشيخ مقابل بضعة جنيهات إسترلينية يقبضها من مندوب السفارة القطرية، حيث كنت أعجب من المستوى المثير للشفقة الذي وصلت إليه السياسة الدعائية القطرية كي تستعين بسائق دراجة «تكتك» في الترويج لقضيتها في شارع لا يعرف فيه معظم السياح الأجانب الذين يجوبونه أين تقع قطر ولا اسم أميرها!

أما من يعرفون قطر فإنهم لا يفهمون رسالة شكوى (الحصار) التي يحملها سائق دراجة «التكتك»، فهم يشاهدون القطريين يتسوقون في «هارودز» ويتسكعون في مقاهي «نايتس بريج» ويخلدون للنوم في فنادق مايفير!


فالشكوى القطرية من أن المظاهرات ضد زيارة أميرها مفتعلة ينطبق عليها المثل القائل: «رمتني بدائها وانسلت»، فمن المثير للسخرية أن يشكو أكبر تاجر يشتري ويبيع المواقف والذمم في دكاكين السياسة والإعلام هذه الأيام من إعادة بيع بضاعته في سوقه!

الوزير الإماراتي أنور قرقاش علق على اللافتات الإعلانية المعادية للزيارة برسالة بليغة للسلطة القطرية عبر «تويتر»، مفادها أن السحر انقلب على الساحر، وكما تدين تدان، فقطر التي غيرت قواعد الخطاب السياسي والإعلامي في الخليج ودوله إلى الأسوأ تتجرع اليوم من نفس الكأس الذي ظلت سنوات طويلة تسقي منه جيرانها!