-A +A
عبير الفوزان
عندما تغضب تصفق باب غرفتك بعنف، أو باب بيتك، أو باب سيارة زوج أو صديق أو أخ. إن التعبير عن الغضب بإغلاق المنافذ بعنف هو نوع من التنفيس. فهذا الصوت العالي الذي تخلفه (صقعة الباب) أثره آني.. ينتهي بزوال اللحظة.

الشيء بالشيء يذكر، فذلك التصرف الطفولي الغاضب ذكرني بغضب روحاني عندما هدد بإغلاق مضيق هرمز الذي يعد من «أعالي البحار»، أي مياه دولية لا يحق لإيران ولا غيرها التحكم فيها إلا بميل ونصف عن شواطئها. فمثلما ميناؤها بندر عباس يقع على شمال المضيق، هناك في جنوب المضيق تقع محافظة مسندم التابعة لسلطنة عمان، وإمارة الفجيرة إحدى الإمارات السبع من دولة الإمارات العربية المتحدة.


ما يحدث في طهران من تخبط بين ساستها إزاء ما قد يواجهونه بعد فرط الاتفاق النووي مع أمريكا والتهديد بمنع تصدير النفط الإيراني، جعل تصريحات الرئيس الفتوة حسن روحاني تلقى تأييدا من المرشد علي خامنئي، الذي قال هذا هو «نهج النظام»، ودعما عاطفيا من قاسم سليماني الذي يقبل يد الغضب الروحاني! إن تجاهل القوانين الدولية والتهديد البلطجي يقلل من قيمة السياسي أيا كان، فتهديد روحاني ينبئ بقيام حرب عسكرية، وليس بممارسة حق سيادي.

لذا قام رئيس الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه بمحاولة (ترقيع) ما صرح به الرئيس الإيراني وأيده فيه المرشد الأعلى، وشجعه مسؤول العمليات العسكرية السرية قاسم سليماني، لكن الرقعة أكبر من الشق قائلا: بالتأكيد إن الرئيس لم يكن يقصد ذلك.

* كاتبة سعودية