-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) Baswaid@
حذّرت الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين من أن إيران تخطط لهجمات إلكترونية على الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق، من خلال قراصنة معلومات، هدفها تدمير البنية التحتية الأمريكية والأوروبية وعدد من المؤسسات والشركات الخاصة.

وحسب ما نقلته محطة «إن بي سي»، الأمريكية عن مسؤولين أمنيين أمريكيين، فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية استطاعت كشف عمليات تجسس من قبل القراصنة الإيرانيين على بعض الشبكات، فيما تتواصل المشاورات في واسنطن لبحث إمكانية شن هجوم وقائي مضاد.


وأشارت القناة إلى أن المسؤولين يعتقدون أن إيران تنوي استهداف شبكات الكهرباء ومحطات المياه وشركات الرعاية الصحية والتكنولوجيا في كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط.

وأضافت وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون أن الولايات الأمريكية لم تقرر بعد كيفية الرد في حال وقوع الهجوم، بيد أن البيت الأبيض قد بدأ بالفعل الاستعداد لفرض عقوبات جديدة على طهران، ويواصل تصعيد خطابه المناهض لإيران.

وقال بهنام بن طالبو، وهو خبير في الشأن الإيراني وعضو في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن «إن البنية التحتية للدول الغربية قد تكون هدفا جذابا للإيرانيين». مضيفاً أن «إيران لديها ميول لاستخدام المجال الإلكتروني في التصعيد التدريجي ضد الغرب وهذا يشكل علامة مميزة للسياسة الأمنية العدوانية التي ينتهجها نظام الملالي».

وذكر «نورمان رول» وهو أحد كبار المسؤولين السابقين في وكالة المخابرات الأمريكية، أن اهتمام إيران بالعمليات الإلكترونية الهجومية معروف جيدا وسيكون من الأفضل لأمريكا وشركائها النظر في احتمال أن تقوم إيران بعمليات إلكترونية خاصة بعد إعادة فرض العقوبات.

وقال «جيمس لويس» الذي عمل في الأمن الإلكتروني والمخابرات كمسؤول كبير بوزارة الخارجية «إن الإيرانيين يقومون بهذه الأنواع من العمليات منذ سنوات وحتى الآن، يرسمون خرائط لشبكات البنية التحتية الحيوية لإيجاد مواطن ضعف محتملة». محذراً في الوقت نفسه من أن الهجوم القادم على البنية التحتية سيكون أكثر عدوانية من الهجمات الإلكترونية الإيرانية السابقة التي ركزت بشكل كبير على الكيانات والأهداف التجارية الأمريكية في بعض دول الشرق الأوسط ودول الخليج العربي.

وفي شهادة خطية كتبها مدير الأمن القومي «دان كوتش» والتي قدمت إلى الكونغرس في مارس الماضي، قال فيها إن الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية في أواخر 2016 وأوائل 2017 شملت حذف البيانات عن عشرات الشبكات الحكومية والقطاع الخاص، مضيفاً أن إيران عازمة على استهداف أقوى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخصوصا السعودية.

ووفق ما ذكرته مصادر إعلامية أخرى عن خبراء غربيين، فإن إيران تعد من بين الدول الأربع التي ينشط فيها القسم الأكبر من قراصنة المعلوماتية، بخلاف روسيا وكوريا الشمالية والصين.

وبينت أنه يوجد في طهران مركز يدعى «شافر» يضم خبراء في أعمال القرصنة المعلوماتية، ويستخدمون تقنية تقوم على إرسال رسائل إلكترونية مرفقة بملفات «إكسل» خبيثة، ليتمكنوا من السيطرة على عدد من البرمجيات. فقد ذكرت شركة «سيمانتك» الأمريكية للأمن المعلوماتي، أن «شافر» استهدف تسع شركات ومؤسسات في الشرق الأوسط في سنة 2017، بهدف التجسس عليها واختراقها، وتقع مقرات تلك الشركات في إسرائيل والأردن والإمارات والسعودية وتركيا.