غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
-A +A
أروى المهنا (الرياض) arwa_almohanna@
صدر حديثاً عن (منشورات ضفاف) 2018، كتاب جديد لأستاذة الفلسفة كارول فيدماير بعنوان «هل هي نهاية الفلسفة السياسية»، الكتاب الذي ترجمه الدكتور المغربي توفيف سخان، جمع اثنين من أهم العاملين في السياسة الفلسفية وهما الباحثة الألمانية حنة آرندت والفيلسوف الأمريكي ليو شتراوس في محاولة لإيجاد جواب يخدم تساؤلاً مشروعاً حول ماهية أساس الفلسفة السياسية، وانطلقت كارول فيدماير من قراءة متمكنة لكلا النظريتين، إذ ترى بأن «التمظهر الأكثر بروزاً يتراءى للأفكار السياسية لشترواس وآرندت في تشخيصهما المشترك للأزمة وفي قراءتهما المشتركة للوضع الراهن باعتباره وضعاً للأزمة، ومع ذلك سنلاحظ بأن المكان البارز لتبلور الأزمة ليس هو ذاته». حنة آرندت وهي منظرة وباحثة سياسية ألمانية كما تحب أن تلقب كونها تؤمن بأن عملها يركز على البشر لا الإنسان الفرد، ترى أن الأزمة واقعاً إقليمياً وضعفاً تاريخياً في مختلف المؤسسات «الثقافية والتعليمية والسياسية»، مؤمنة بأن الأزمة تقع في وسط وعمق نشاطنا الإنساني وعلاقتنا مع الآخرين في مختلف جوانب الحياة، وبالتالي تؤسس الأزمة لوجودنا في الحياة. بينما يرى شترواس أن الأزمة تتمثل كونها أزمة حداثة في حقيقتها، أزمة في الفلسفة السياسية، ويشخص شتراوس الأزمة السياسية للحداثة في أزمتين: الأولى اختزال المشكل السياسي والأخلاقي في المشكل التقني، كمشكل تدبيري، الأزمة الثانية اصطناعية وهي مفهوم الطبيعة لدى المُحدثين، مما حوّل الطبيعة لأداة للسيطرة، معبّأة بالفوضى، بدلاً من كونها نظاماً، وذلك كان عن طريق كسر هيمنتها على الإنسان بالعلوم الطبيعية التي اخترعها الإنسان نفسه، عمل شتراوس على تناول الفلسفة السياسية في جزءين في كتابه «الفلسفة السياسية» من ثوكيديدس حتى اسبونزا (1) من جون لوك إلى هيدجر (2).

ويعرف بعض النقاد الفلسفة السياسة بمفهوم شتراوس بأنها المحاولة الحقيقية لمعرفة الطبيعة السياسية للأشياء ولمعرفة النظام السياسي الفاضل، وترى كارول فيدماير مؤلفة الكتاب بأن شترواس يتبنى موقفاً كلاسيكاً، يتشكل من رفض كل ما هو معطى ويرفض الحداثة كسلطة: إن موقف الفيلسوف هو موقف نقدي، الفيلسوف هو من يتموضع من تلقاء ذاته في علاقة تجاذب مع كل ما هو مقبول عموماً، وناقشت المؤلفة في كتابها النظرات المتقاطعة على الأزمة كما ذهبت لقراءة في الحداثة والتقليد ولماهية التفكير السياسي.