-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BasmahES1@
عالم التجميل في كل يوم ينتج لنا ويبتكر تقنيات ومنتجات جديدة «للتشويه» ولجعل النساء مجرد نسخ مكررة عن بعضهن البعض، فاليوم المرأة التي تحافظ على ملامحها الطبيعية أصبحت «متخلفة» لأنها لم تواكب أحدث صيحات التجميل ولأن من غير الطبيعي في هذا الزمان أن تحتفظ بملامحك.

الطبيعي أن تمتلك مجموعة ملامح بشرط أن تكون لغيرك، مستنسخة من الفنانة أو «الفاشينيستا» الفلانية التي ستغير ملامحها في المرة القادمة على حسب الهوس الذي تعاني منه أو حسب عيادة التجميل التي ستذهب للإعلان عنها، وعند كل عملية تشويه ستقبض مبلغا وقدره وستدعو جميع متابعيها للاستفادة من عروضها السحرية ومن هذه التقنيات الجديدة التي ستجازف بتطبيقها على نفسها.


وفي وسط هذا العبث وهذا الضياع.. السؤال الذي يطرح نفسه: مَن أنتِ؟ ذاتك الحقيقية في أي جسد تسكن؟ أنتِ بصورة مَن اليوم؟ وبصورة مَن غدا؟ وإلى أين سينتهي بكِ المطاف؟ وإذا انتهى هل ستكونين راضية بالصورة النهائية التي وصلتِ لها؟ بالتأكيد، لا.

لست بعكس النساء ولا ضدهن، بل مع الجمال والأناقة وأسعى دائما للحفاظ على الصورة التي ميزني الله بها، رغم كل المغريات التي أراها أمامي، ومع الجمال الذي يحافظ على صورتي ويوثقها لي، ويؤكد هويتي التي يجب أن أرتبط بها.

ميّزنا الله وأحسن صورنا، فلِماذا نسمح لمباضع الجراحين أن تعبث بتفاصيلنا وتقاسيمنا الجميلة ما لم تستدعِ الحاجة ذلك؟