مشروع الطريق إلى مكة.. ييسر على الحجاج أداء المناسك بسهولة.
مشروع الطريق إلى مكة.. ييسر على الحجاج أداء المناسك بسهولة.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
تعمل المملكة لتسخير كل إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام الذين بدأوا يتوافدون إلى الأراضي المقدسة من كل حدب وصوب لأداء مناسك الحج، إذ تحرص المملكة في كل سنة على تحسين خدماتها وتسخير كافة إمكاناتها، في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام، وهو الدور الذي لا يمكن فصله عن رؤية المملكة 2030، والتي تشمل تقديم إستراتيجية متكاملة لتطوير المنظومة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية المناسك، في وقت يتعاظم لدى المسلمين، أهمية الحفاظ على هويتهم الإسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية. وجاء تدشين «مشروع الطريق إلى مكة» للحجاج الماليزيين من مطار كوالالمبور وذلك عبر خدمة طريق مكة التي بدأت المملكة في تطبيقها لإنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة في بلدانهم عبر مسارات إلكترونية موحدة، بالمطارات المشمولة بها.

وتمثل خدمة طريق مكة التي يتم تطبيقها بالتنسيق مع الدول التي تقدم طلبا للاستفادة منها؛ إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني (2020)، تحقيقا لرؤية المملكة (2030).


وتهدف المبادرة للارتقاء بخدمات الحجاج، وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج. وكان قد تم البدء بتطبيقها تجريبيا، خلال موسم حج العام الماضي 1438هـ، وذلك على نسبة محددة من حجاج ماليزيا، بينما تشمل في العام الجاري 1439هـ، جميع حجاج ماليزيا ونسبة محددة من حجاج إندونيسيا.

وتشتمل المبادرة على خدمات إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين منها، من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة، ويتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم، لتقلهم إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

وستتولى الجهات الخدمية تسلم أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، ونقلها إليهم في الدور السكنية.

ويتولى فريق عمل سعودي متكامل برئاسة وزارة الداخلية؛ الإشراف على تنفيذ إجراءات دخول الحجاج المستفيدين إلى المملكة في المطارات المشمولة بالمبادرة ومتابعتها، وتذليل كل ما قد يعترضهم من عقبات في مواقع التنفيذ كافة خارج المملكة وداخلها. وليس هناك شك أن خدمة الطريق إلى مكة ما هي إلا بداية لمشروع الحج الذكي الذي سيتم إطلاقه عام ٢٠٣٠ لميكنة الحج وجعله النموذج التقني العالي بدءا من مغادرة الحجاج بلدانهم حتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة ومن ثم العودة إلى بلدانهم، ويمثل مشروع «تابونغ حجي» الماليزي وهي مؤسسة شبه حكومية مفوضة بالاعتناء بشؤون حجاج ماليزيا أسست 1936 ويساهم فيها الحاج الماليزي كنموذج عال، تمت من خلاله تجربة الطريق إلى مكة، حيث يتم تدريب الحجاج على أداء النسك قبل أشهر من سفرهم إلى الأراضي المقدسة ويحاضر فيها علماء من ذوي الاختصاص، ويتم تدريب الحجاج على أداء النسك بشكل عملي من خلال مجسمات الكعبة المشرفة والصفا والمروة ورمي الجمرات ويرتدون ملابس الإحرام أثناء التدريب، ما جعلهم من أفضل الجنسيات التزاما بالقوانين ومعرفة بالنسك والوعي. وتسعى من خلال هذا الأداء العالي لتقديم خدمات راقية ذات تقنية عالية للحجاج سواء من خلال مشروع الطريق إلى مكة أو مشروع قطار الحرمين أو إقامة مسارات ومشاريع متقدمة في منى وعرفات ومزدلفة.. هذه هي المملكة تعمل بصمت لتعانق السماء.