-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
ما أبسطها على اللسان وما أصعبها في الميدان، الذي يكرم فيه المرء أو يهان، عبارة خلينا صرحاء، نرددها ربما كل يوم، قد يتباهى بَعضُنَا أنه الصريح الأول في العالم، ولا يخشى في الصراحة لومة أحد أو اثنين أو ثلاثاء، ولكن لو دخلنا إلى قلبه لسمعنا دقات قلبه قائلة له: «بلاشي بكش»، وربما لو استطاع أن يكون صريحا لقال وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال، وهو يتصور أم العيال عندما يتذوق الطعام وبدون شعور (ولا صيجان) يكشر وجهه قليلا، معبرا عن امتعاضه اللا إرادي، فتفرصع عينها فيه وتسأله «إيش بك؟!» مو عاجبك الأكل؟ فيتراجع سريعا وبابتسامة غصيبة يرد عليها لا يا روحي «فشر»، ذَا طبخك ألذ من طبخ كل البشر، وآخر يغشى المجالس عمال على بطال وخشوني لا تنسوني، المهم أن يخالط ذوي الجاه والمال لأجل يمدح هذا ويتحَلْون لذاك، وإذا هذا أو ذاك طلب شربة ماء راح شبيه الريح ليحظى بشرف تقديم كأس الماء لعلية القوم، وعندما يعود إلى قرارة نفسه، يقول آه لو عندي بعض الشجاعة وقلت لهذا أو ذاك عن شعوري الحقيقي نحوهم والذي كنت أفكر فيه عن جشع بعضهم وتنمر البعض الآخر وكبرياء البقية، وبعضنا يتفشخر أنه ما عنده في رئيسه ولا رئيس رئيسه لأنه وبالفم المليان إذا ما ناسبه أي توجيه يبادره بأن هذا غلط و60 غلط وأنه لن ينفذ هذا الأمر لأنه ما هو «هفية» وله شخصية، والحقيقة أنه يرد عليه وبالفم الفاضي، يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي.

وأضف إلى ذلك ما يقوله علان لأن فلان ما عاد له وجود من كثر ما حكينا عنه، يقول علان إنه عندما يراجع أي إدارة حكومية، إذا لم تنجز معاملته يقول للموظف: أنا لي حقوق، وإن لم تنجزني سأشكوك لمديرك، وإذا لم ينصفني سأشكوكم جميعا للذي أكبر منك ومنه، والحقيقة عندما يراجع الموظف يقول له تكفى يا غالي، والذي يرحم لك والديك تخلصني ترى الوالد الله يرحمه كان من أعز أصحاب الوالد وما أنسى ولدك الله يحفظه (قديش) خلوق وطيب، فيرد عليه الموظف فال الله ولا فالك أبويا لسه عايش وما عندي أولاد هيا امشي من قدامي، فيضع ثوبه في فمه ولا من شاف ولا من دري، هكذا الكثير من الناس، أسد علي وفِي الحروب نعامة، ندعي الصراحة وهي علينا مرة، ولكل حالة سبب، أترك للقارئ التفكير فيه، أقولها وما همني أحد لأني إنسان صريح ولسان يهاب عساه الشهاب، ترى يا جماعة ورزقي على الله وبرغم كل شيء وعشان لا أتحمل «الماسولية» «انتبهوا» ترى في الصراحة ما في راحة.