-A +A
فواز أبو صباع alfaresksa2010@
قضاء حوائج الناس دون مقابل، هو أحد أنواع التطوع، ينبع من نفس طيبة جبلت على الخير، والمُتطوّع هو الشَّخص الذي سخر جزءاً من حياته لمساعدة الآخرين دون مقابلٍ مادي أو معنوي وإنما خدمةً للإنسانيّة سواء لأهل وطنه أم غيرهم، بحثاً عن الأجر والمثوبة من الله.

وعرف المجتمع السعودي التطوع منذ القدم وفق أساليب وأنماط مختلفة، بانتشار التكافل بين أفراده، ومساعدة المحتاج والوقوف معه، سواء كان ذلك العمل فردياً عفوياً دون تخطيط، أو منظماً ومرتباً وفق منهجية، كما هو الحال في انتشار كثير من الجمعيات الخيرية، التي تمارس عملها في المجتمع، كل حسب اختصاصه، فهناك من اهتمت بتزويج الشباب وتيسير الأمور لهم أثناء طريقهم إلى القفص الذهبي، وهناك من تولت جانب العلاج ومساعدة الفقراء في الحصول عليه، عبر التنسيق مع المستشفيات والمراكز الطبية، وأخرى ركزت على حل المشكلات الاجتماعية، ومنها من تعنى بالتعليم وتحفيظ القرآن، والمجال يطول في هذا الجانب، ما يدل على أن المجتمع السعودي مفطور على حب الخير والتعاون على البر والتقوى، وهو بذلك يقتدي بدولته وسياستها القائمة على التطوع لمساعدة المنكوبين في شتى بقاع الأرض.


وركزت خطة الوطن «رؤية السعودية 2030» على جانب العمل التطوعي، وأولته كثيراً من الاهتمام، إذ تطمح، إلى الارتقاء بهذا المجال، ورفع نسبة عدد المتطوعين من 11 ألفاً فقط إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، ومن الملاحظ أننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، بزيادة أعداد المتطوعين من الجنسين، عبر الفرق والمجموعات المختلفة، التي تتنافس لإدخال السعادة إلى قلوب أكبر فئة من المجتمع وتقديم المساعدة لكل محتاج والنهوض في مجتمعنا، وأتمنى أن يبقى هذا الحراك الحسن بين المتطوعين والفرق التطوعية لإسعاد أشخاص أكثر، وكسب الثواب من الله، وللتطوع فوائد كثيرة غير قضاء حوائج الناس المختلفة ونشر السعادة في المجتمع، وتبديد الحزن منه، منها أن المتطوعين يسهمون في تغطية أي نقص أو قصور مادي وبشري تعاني منه الجمعيات الخيرية، وربما يساعد التطوع في علاج مشكلة البطالة لأنه يحفز الشاب على العمل بإيجابية، وقد تفسح له فرصة للعمل، كما يسهم التطوع في اكتشاف القيادات وتدريبها وصقل مهاراتها، إضافة إلى زيادة إنتاجية الأعمال الخيرية.