الغامدي
الغامدي
-A +A
أحمد سعيد الغامدي
هل سيكون الانهيار المتواصل للعملة الرسمية الإيرانية «الريال» والسقوط الذريع للاقتصاد بداية نهاية نظام طهران، الذي بدأ يتآكل من الداخل بعد أن اندلعت احتجاجات غير مسبوقة وشهدت الأيام الماضية مواجهات دامية بين الشباب وقوات الأمن في وسط العاصمة طهران؟

يجلس الاقتصاد في العربة الأمامية ويقود السياسة في العالم كله، وما يحدث حالياً ليس تدهوراً أو تراجعاً بل انهيار كامل، حيث ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال الإيراني 9 مرات خلال 7 سنوات فقط وبعد أن كان يصرف في عام 2011 بـ10 آلاف ريال وصل إلى 90 ألفاً.. وبات مرشحاً لمزيد من السوء في ظل سياسة نظام الملالي الذي نهب أموال الشعب، وتفرغ لأطماعه التوسعية بهدف بناء إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس في الشرق الأوسط.. وهو الحلم الذي تحول إلى كابوس.


تردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الباهظ للأسعار تواكب مع الانهيار الكامل للريال الإيراني، فأثر بشكل كبير على الحياة اليومية للناس، وباتت الحياة في طهران بالنسبة للكثيرين أشبه بالجحيم في ظل أوضاع كوارثية ومعالجات عنيفة لحكومة حسن روحاني، رغم الإمكانات الطبيعية والثروات التي كانت تتمتع بها هذه الدولة قبل أن تتولى العصابة الحاكمة مقادير الأمور، وتحول أنظار شعبها إلى الخارج بدلاً من اهتمامها بالتنمية وتطوير وطنها.

لكن الجديد الذي يؤكد فرضية أن يؤدي الريال إلى سقوط نظام الملالي هو التطور الخطير الذي شهدته الأيام الماضية، عندما أضرب تجار البازار في طهران، في خطوة تعتبر في رأي المحللين نادرة من نوعها، حيث لم تحدث إلا في عام 1979 وكانت أحد أسباب سقوط حكم الشاه، حيث أسهم البازار إلى مدى بعيد في خروجه من البلاد دون عودة.

غضب تجار طهران كان تحدياً كبيراً لحكومة روحاني، بعد فترة وجيزة من المظاهرات التي اجتاحت المدن الإيرانية احتجاجاً على غلاء الأسعار، وأكدت هذه الخطوة الرفض الشعبي الكامل لأساليب الحكومة الإيرانية لمعالجة التضخم، وخفض البطالة، بل الرفض التام لخطاب المرشد الأعلى علي خامنئي، وسعيه لتحميل الآخرين خارج إيران الأزمة المتفاقمة في بلاده.. رغم أنه يعلم علم اليقين أن أطماعهم الخارجية هي من أدخلتهم في دوامة من الكوارث.

أجاب السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد عن السؤال الذي طُرِحَ في البداية عن إمكانية أن يتسبب الريال في انهيار نظام الملالي، وقال في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن المؤسسات المالية الحكومية الإيرانية نهبت أموال المواطنين من خلال إعلانها الإفلاس، خاصة المغتربين الذين عادوا إلى بلادهم بعد توقيع الاتفاق النووي وجلبوا معهم مبالغ كبيرة، متفائلين بمستقبل أفضل، لكن سرعان ما تبددت آمالهم وضاعت أموالهم.

وأشار إلى أن هروب رؤوس الأموال وانخفاض الاستثمار وارتفاع معدلات البطالة ستؤدي بالتالي إلى شلل كامل لدولة كانت تعتبر من أهم المصدرين للنفط، مؤكداً أن سوء الإدارة والفساد المنتشرين على نطاق واسع السبب الرئيسي في كل ما يحدث، حيث يسيطر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على الصناعات والاقتصاد، كما استحوذ على المليارات التي حصلت عليها إيران بعد تخفيف العقوبات عقب الاتفاق النووي، علاوة على إنفاق المليارات على التدخل في دول المنطقة بهدف تصدير الثورة الخمينية من خلال دعم حلفائه وميليشياته في دول المنطقة.

الحلقات بدأت تضيق على رقبة هذا النظام الفاشي الذي تسبب في زعزعة أمن المنطقة.. ومثلما يتساقط أذنابه الحوثيون في اليمن، سيسقط حزب الله في لبنان.. وسيدفع الثمن غالياً بعد أن اقتربت النهاية.. اللهم لا شماتة!

ahmed.s.g696@gmail.com