المسيان
المسيان
-A +A
عبدالله المسيان Abd2009abdalh@
كل شيء في هذه الحياة يبدأ بقالب أو نمط معين ثم يتطور مع الزمن، بنى الكاتب (قبل عصر النت) النصيب الأكبر من ثقافته من خلال الكتاب الورقي، وأسهمت الكتب في ما امتلكه من معلومات ومعارف شتى.

وتكوين الكاتب الآن اختلف عن تكوينه في المئة سنة الماضية، الكتب في العهود السابقة كانت كل شيء إلا قليلا.


مكتبي ككاتب في السابق لايمكن أن يخلو من أكداس الكتب في مختلف المعارف، الآن مكتبي به «واي فاي» وجهاز كمبيوتر أو جهاز «آي باد» وكتب قليلة.

أنا ككاتب الآن لا أحتاج كثيرا إلى الكتب، بإمكاني أن أكتسب العلم والمعرفة التي تساعدني على تطوير قدراتي والاطلاع على نماذج من كتابات أسلافي الكتّاب دون قراءة كثير من الكتب.

لاجدال في أن الكتاب هو أساس المعرفة وأن ما يوجد في النت هو تفريع لما احتوته بطون الكتب من معارف ومعلومات. لكن لايمكن أن أقرأ ألف كتاب من الجلدة إلى الجلدة في هذا الزمن حتى يطلق عليّ كاتب.

إذاً كيف سأصبح كاتبا؟

لن أتخلى عن الكتب وسأظل أزور المكتبات بحثا عن الكتب قديمها وحديثها، لكن الكتاب سيتقلص دوره في حياتي، وسأكمل ثقافتي وأتمها بغوغل وباليوتيوب، أستطيع أن أحمل الكتب التي أرغب في قراءتها مجانا وأقرأ منها ما أحتاج إليه ومايفيدني ويطورني فقط، بإمكاني تحميل كتب الجاحظ وابن المقفع وكتب التراث الأدبي العربي وأنتقي من هذه الكتاب ما أريد من معلومات ومن عبارات.

بوسعي أن اقرأ مقالات من غوغل تتحدث عن عمالقة الكتابة ادغار ألن بو وبورخيس وهمنغواي.

أشاهد في اليوتيوب مقاطع فيديو لصحفي أو مثقف يلخص سيرة الكاتب أنيس منصور أو يحلل روايات ماركيز أو يعدد أهم أعمال شكسبير مع شرح مقتضب لها.

لا يمكنني أن أقرأ سيرة كل الكتاب من عبدالحميد الكاتب إلى آخر كاتب، ولكني عن طريق موسوعة ويكيبيديا أقرأ سيرة عدد من الكتاب العرب والعالميين وتاريخ حياتهم بإيجاز غير مخل والتقط منها ما أحتاج إليه.

بإمكاني أن أجلس مع كاتب كبير في مقهى لمدة ساعتين وأستفيد من خبرته في الكتابة والقراءة. هذه الجلسة قد تعادل قراءة بضع كتب ثقافية.

الكتاب سابقا هو الأصل في صناعة الكاتب وتاليا هو تتمة لغوغل وويكيبيديا والمقالات الثقافية والأدبية والمدونات ويوتيوب وحسابات كتّاب ومثقفين في سناب شات وفيس بوك.