-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
لم تكن مسرحية انتقال الحكم في قطر من المنقلب على أبيه حمد بن خليفة إلى ابنه تميم في العام 2013 إلا محاولة لتشتيت الانتباه عن الدور والسياسات القطرية الضاربة في عمق الإرهاب، إذ كان للأمير السابق و«حمد بن جاسم» الدور الأكبر في صناعة تنظيم يتخذ من المؤسسات التجارية والحكومية غطاء للتخطيط وتنفيذ الأعمال الإرهابية.

ودون أن يفقد ثقته بنفسه، رغم سمعته السيئة في الأوساط السياسة، حتى بعد تنازله عن الحكم، لم تقف الأدلة الدامغة عن تورط أمير قطر السابق حمد بن خليفة في دعم الإرهاب خلال فترة حكمه، وبعد تولي ابنه للسلطة، الأمر الذي أكدته وثائق الـ«بي بي سي» التي أظهرت تورط «الحمدين» في دعم الجماعات الإرهابية في العراق بأكثر من 1.15 مليار دولار.


ولا تعرف رعاية الإرهاب في قطر الحديثة فرقاً بين الأمير والوزير والضابط والحاكم السابق، فالكل داخل الديوان الأميري القطري متورطون ومتواطئون في دعم الإرهاب، ففي الوقت الذي كان من المفترض على وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن أن يكون لسان الحكومة القطرية، الذي يدعي خلال جولته التي طاف بها الكرة الأرضية 4 مرات محاربته الإرهاب، أظهر التحقيق البريطاني دوره الرئيسي في دعم الجماعات الإرهابية والتواصل والتعاطي مع جماعات وكيانات مصنفة على أنها «إرهابية»، الأمر الذي يؤكد أن «التنظيم» يستغل العلم «العنابي» والاسم الخليجي واجهة لتنفيذ مآربه الإرهابية.

ولم يقف تعاطي قطر مع الإرهاب على حدود الجماعات فحسب، بل جاوز ذلك إلى تنسيق عالي المستوى مع قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي ساهم وضابط المخابرات القطري فهد آل ثاني في تهجير أكثر من 5 آلاف مواطن سوري من قراهم، ضمن عملية «اتفاق المدن الأربع» في سورية، وتسهيل تسليم الأراضي إلى نظام بشار الأسد.