-A +A
أ. ف. ب (موسكو)

تجمع نحو 200 متظاهر أمام البرلمان الروسي اليوم (الخميس) قبل تصويت على اقتراح حكومي برفع سن التقاعد إلى 65 عاما للرجال و63 عاما للنساء.

وأثار الاقتراح، الأول من نوعه منذ نحو 90 عاما، موجة من الاحتجاجات العامة النادرة في أنحاء البلاد، وتراجعا قياسيا في شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت المحاسبة ناتاليا (54 عاما) "ظروفنا المعيشية سيئة، وصبر الناس بدأ ينفد .. لقد سئمنا من احتمال ذلك".

أما فاليري راشكين أحدى النواب الشيوعيين الذين خرجوا لدعم المتظاهرين فقال "هذا قانون سيئ وغير إنساني للمواطنين الروس".

ودافع وزير الشؤون الاجتماعية ماكسيم توبيلين عن القانون في كلمة أمام البرلمان وقال أن نظام التقاعد الروسي الحالي وضع في ثلاثينات القرن الماضي عندما كان معدل الأعمار "مختلف تماما".

وأضاف "الزمن تغير، والاقتصاد تغير .. لا يمكننا أن نبقى في ثلاثينات القرن الماضي.

وسن التقاعد في روسيا هو واحد من الأكثر انخفاضا في العالم فهو 55 عاما للنساء و60 للرجال.

وتقول الحكومة أن زيادة سن التقاعد هو أمر لا بد منه لأن النظام الحالي أصبح عبئا متزايدا على الميزانية الفدرالية المتعثرة.

وذكرت صحيفة فيدوموستي الليبرالية اليومية أمس (الاربعاء) أن "نصيحة" وجهت إلى النواب بعدم انتقاد بوتين الذي نأى بنفسه عن مشروع القانون، خلال مناقشته.

إلا أن بعض النواب من الحزب الشيوعي، الذي يتحدون الحكومة أحيانا في الشؤون الاجتماعية ولكنهم يدعمون الكرملين بشكل عام، فقد طالبوا بوتين باتخاذ موقف من القانون.

وقال اوليغ سمولين "هذا واحد من أهم القوانين خلال الأعوام الـ 14 الماضية، ولا يمكن مناقشته بدون هذا الشخص المهم في حياتنا السياسية".

واستشهد بتصريح لبوتين في 2005 قال فيه أنه لن يتم رفع سن التقاعد في روسيا "أثناء رئاستي".

والمشروع أعلنه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف في 14 يونيو، قبل ساعات من بدء مباريات كاس العالم لكرة القدم، ولا يزال يتطلب موافقة البرلمان وتوقيع بوتين. وتظهر آخر معطيات البنك الدولي أن معدل الحياة لدى الروس هو 66,5 عاما للرجال و76 للنساء.

وبحسب استطلاع للراي جرى مؤخرا فإن اكثر من 80 % من الروس يعارضون مشروع القانون. كما وقع أكثر من 2,5 مليون شخص عريضة ضده.

وجرت تظاهرات ضد مشروع القانون في أنحاء البلاد في بداية الشهر، كما تظاهر نحو ألف شخص في موسكو مساء أمس (الأربعاء).