-A +A
عبدالله عمر خياط
.. خالص الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي دعا واستضاف في 26 شوال 1439هـ مؤتمر العلماء المسلمين من أجل حفظ السلام في أفغانستان، هذا البلد الذي مزقته الحروب الأهلية خلال 20 عاماً بعد خروج القوات السوفياتية منه عام 1409هـ حتى صارت كلمة «أفغنة» علامة على التشرذم والتناحر فيما بين مكونات الشعب الأفغاني مثلها مثل الصوملة واللبننة واليمننة.

وقال حفظه الله للعلماء المسلمين الذين تجمعوا في مكة المكرمة: «نحن اليوم متفائلون بأن جهودكم ستسهم في طي صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة في أفغانستان، تحقق للشعب الأفغاني ما يتطلع إليه من أمن واستقرار، وهذا يتطلب الأخذ بنهج الحوار والنصائح والتسامح وفق ما يُمليه علينا ديننا الإسلامي».


وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية، فإن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بين بأن هذا المؤتمر منصة جامعة للعلماء لمناقشة الأزمة الأفغانية من منظور شرعي بما يحقق الأمن والسلم والمصالحة بين مكونات وأطياف المجتمع الأفغاني كافة عبر الحوار والتسامي فوق الجراح، ونبذ جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تتنافى مع ديننا الإسلامي، دين الرحمة والسلام والعيش المشترك، وليعقبه إعلان مكة المكرمة الذي يؤكد هذه المبادئ السامية، فيكون خارطة طريق شرعية للوصول لحل سلمي في أفغانستان، وليكون حلاً نابعاً من تعاليم الإسلام ومن أبنائه.

يجب على الشعب الأفغاني كله، بكافة قبائله وشيوخه وزعاماته وجماعاته أن يعيدوا دراسة ما جاء في كتاب الله من آيات تمنع سفك الدماء، وذلك حسب ما جاء في سورة النساء في قوله تعالى: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً أليما»، وما جاء في سورة المائدة بعد أن قص سبحانه وتعالى قصة قابيل وهابيل ابني آدم. فقد قال عز وجل: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».

إن الاسلام هو دين السلام لا دين الحرب، وهو دين الرحمة والمحبة شعاره ما جاء في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

السطر الأخير:

إذا اشتبكت يوماً فسالت دماؤها

تذكرت القربى ففاضت دموعها

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com