صالح اللخمي
صالح اللخمي
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
يطوع شاعر العرضة الجنوبية صالح اللخمي أحداثاً بعينها في قصائده على نحو لا يشبهه فيه أحد، إذ دأب على اقتناص مناسبات ذائعة الصيت وواسعة الانتشار ليدور شعره في فلكها، فما يلبث أن يتماهى على مسامع جمهوره ويتردد على ألسنتهم، وقل ما يمر حدث اجتماعي أو سياسي أو حتى رياضي دون أن ينجح اللخمي في الظفر بالتقاطة ملهمة تحفز لتوثيقه في قصائد خاصة.

وبحكم ثقافته وسعة اطلاعه ينجو اللخمي في قصائده من المتشابهات كونه من رموز الشعر المحكم، وله قدرة خاصة على تطويع المصطلحات الأجنبية في قصيدة العرضة، ولا ينسى جمهور وعشاق العرضة الجنوبية قصيدته الشهيرة عام 1997 عن موت أميرة ويلز «ديانا» وتوظيفه للمصطلحات الأجنبية في النص ما أضفى عليه صبغة جمالية، ومنها «من نهار السبت إلى يوم الاحد عدّى ثمان أيام، والصحافة والمحطات التي عبر الفضاء منشـوره، ما تناقل غير قصة موت اميرة ويلز في باريـس» إلى آخر القصيدة التي تحتفظ سجلات العرضة بها رغم مرور 21 عاماً عليها.


ولم يتوقف الشاعر عند حدث مأساوي بل تناول هموم المتقاعدين، ونالت قصيدته عن فقد الصديق رواجاً كبيراً على مستوى الوطن بحكم ما تضمنته من معان إنسانية وشجن عميق، يقول في مطلعها «الخساير كثيرة واكثر انواعها فقد الصديق، الصديق الذي تدعي وتلقاه في يسر وشده، ان نصيته تجمّل وان توزّيت في ظله وزيت».

ولم يكن مستغرباً أن يطل اللخمي على جمهوره في مونديال كأس العالم، الذي اختتم الأحد الماضي في روسيا، بقصيدة بدا فيها عاتباً ومتعباً من مستوى المنتخب السعودي، ووظف ذلك في تناوله النهائي في قصيدة قال فيها «جمهور كأس العالم أخبارهم منها جنون، أكثر شعوب العالم يتابعون المونديال، وأنا كرهت الكورة من يوم طار المنتخب، من كثر تعباتي لزمت السكينة والحياد، لاني مشجع لا فرنسا ولا كرواتيا».