رئيس وزراء اليابان ورئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي.
رئيس وزراء اليابان ورئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي.
-A +A
أ. ف. ب (طوكيو)
وقع الاتحاد الأوروبي واليابان، اليوم (الثلاثاء)، في العاصمة اليابانية طوكيو اتفاقا طموحا للتبادل الحر هو بمثابة «رسالة قوية إلى الحمائية» التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

والاتفاق الذي وقع عليه في طوكيو كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، هو أكبر اتفاق للاتحاد الأوروبي، وينشئ منطقة تبادل حر تشمل تقريبا ثلث الناتج المحلي الإجمالي في العالم.


وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك «إننا نوجه رسالة واضحة ونقف صفا موحدا بوجه الحمائية».

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنه باتخاذ «موقف حول التجارة الحرة والمنصفة، إننا نظهر أننا أقوى وأفضل موقعا حين نعمل معا».

وتم التوقيع على الاتفاق فيما ينتهج ترمب سياسة «أمريكا أولا».

وقال يونكر إن الاتفاق يوجه رسالة مفادها أن «التجارة هي أكثر من رسوم جمركية وحواجز، إنها تتعلق بالقيم».

واضاف «ليس في الحمائية حماية».

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي كان يقف إلى جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق «يظهر للعالم الإرادة السياسية الثابتة لليابان والاتحاد الأوروبي لقيادة العالم كرائدين للتبادل الحر في زمن تنتشر فيه الحمائية».

وكان قادة الاتحاد الأوروبي، قد وصلوا في وقت سابق اليوم إلى طوكيو لتوقيع اتفاق التبادل الحر الذي وصف بأنه «تاريخي».

وجاء رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى اليابان قادمين من الصين حيث شاركا في القمة الأوروبية الصينية العشرين بالهدف ذاته وهو رص الصفوف في مواجهة ترمب.

وأعلن يونكر خلال لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ أن «التعددية تتعرض لهجوم غير مسبوق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية».

وكان من المقرر بالأساس عقد القمة الأوروبية اليابانية الأسبوع الماضي في بروكسل لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اضطر إلى إلغاء رحلته بسبب الفيضانات التي اجتاحت غرب البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخصا.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس سكيناس إن الاتفاق مع اليابان الذي يأتي توقيعه بعد محادثات بدأت عام 2013، هو اتفاق «تاريخي» و«أهم اتفاق فاوض عليه الاتحاد الأوروبي حتى الآن».

وينص اتفاق التبادل الحر بين اليابان والاتحاد الأوروبي (جيفتا) على إقامة منطقة تبادل حر تشمل نحو ثلث إجمالي الناتج الداخلي العالمي.

ومن الجانب الأوروبي، يعتبر قطاع الصناعات الغذائية الرابح الأكبر من المفاوضات إذ يلغي الاتفاق الرسوم الجمركية عن جميع المواد الغذائية تقريبا، على أن سيطبق ذلك بالنسبة لبعض المنتجات بعد فترة انتقالية.

وتوصل الطرفان إلى تسوية حول مسألة حساسة هي مسألة مشتقات الحليب ولاسيما الأجبان المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي، على أن يتم خفض الرسوم الجمركية اليابانية العالية عليها تدريجياً.

أما بالنسبة إلى اليابانيين، فيحصلون بموجب الاتفاق على إمكان وصول السيارات التي ينتجونها بحرية إلى السوق الأوروبية، إنما بعد فترة انتقالية تمتد بضع سنوات.

وأشادت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم أخيراً باتفاق «جيفتا» باعتباره «إشارة قوية» ضد الحمائية الأمريكية، في وقت تنتهج الولايات المتحدة سياسة حمائية بفرضها رسوما جمركية عالية على حلفائها.

وحذر صندوق النقد الدولي، أمس (الاثنين)، من أن التوترات التجارية القائمة قد تهدد في المستقبل القريب النمو الاقتصادي في العالم.