رئيسة كرواتيا كوليندا كيتا روفيتش تواسي مودريتش.
رئيسة كرواتيا كوليندا كيتا روفيتش تواسي مودريتش.
-A +A
طاهر الحصري (جدة) taher_ibrahim0@
أفشلت نتيجة المباراة الأخيرة بين فرنسا وكرواتيا في كأس العالم، أمنيات 4 ملايين كرواتي، ومن ورائهم كل الجماهير والشعوب «الحالمة» بتحقيق انتصار على «العالم الأول» أو إفساح موطئ قدم لها بين الكبار، أو التمتع ولو لحين بنشوة خادعة، سرعان ما تلبث أن تستيقظ منها على هدير إحصاءات التضخم المرتفع، ومعدلات البطالة المتزايدة، ونسب النمو الاقتصادي.

فكعادتها دائما لا تأبه بالطموحات والأحلام، وتخضع للخبير بأسرارها وتفاصيلها، الذي يستطيع أن يهز شباكها ويرقص بها وعليها، لعبت كرة القدم مع «الديوك»، وأنشدت معهم لحن تتويجهم للمرة الثانية على عرش الصدارة العالمية، بعد الفوز على أرضها في العام 1998؛ لتتحطم كل تطلعات أبناء (زغرب)، وتكفهر حدود كرواتيا مع سلوفينيا، والمجر، والجبل الأسود، وتذهب سدى الجهود الواضحة للرئيسة كوليندا كيتاروفيتش (صاحبة الـ50 عاما) لمؤازرة وتشجيع فريق بلادها، بعد بلوغه النهائي للمرة الأولى في تاريخه.


وكالأخطاء الكبرى لا يجدى معها الندم أو التأسف والتحسر، تسبب الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في إحراز هدف خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 18، إلا أنه يبدو أن الكرة وحدها فقط لم تلعب مع الفرنسيين، إذ تلتها تقنية فيديو «في إيه أر»، التي أظهرت للحكم الأرجنتيني نستور بيتانا، وجود لمسة يد على الكرواتي ايفان بيريشيتش، فتقدم المنتخب الفرنسي 2/‏1 عبر ركلة جزاء بأقدام انطوان غريزمان في الدقيقة 39؛ ليبدأ بعدها «الديوك» تسجيل رباعية برهنت أن كلمة الفصل للكبار دائما، وإن غاب أكثرهم أو بعضهم عن المشهد، وأن التقدم في ميدان اللعب لا بد أن تسبقه ويتوازى معه إنجازات مساوية في ميادين الحياة الأخرى، وربما تولد «فلتات» تشذ عن تلك القاعدة، إلا أنها تمشي «عرجاء» على قدم واحدة، تعكس البراعة في ميدان وحيد، والزلل والقصور في ميادين أخرى.