علي الدميني
علي الدميني




عبدالمنعم حسن
عبدالمنعم حسن
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أثار طلب الشاعر المالي عبدالمنعم حسن أصدقاءه الشعراء بالكف عن كتابة الشعر العمودي العديد من ردود الأفعال المختلفة والمتباينة، إذ رأى الشاعر عبدالمنعم أنّ المجددين منذ زمن كانوا يدعون إلى الخروج عن الأشكال القديمة والتماس طرائق أكثر مناسبة للمحتوى الراهن، لذلك انبثقت أساليب جديدة تتحرك داخل الشكل التقليدي، وبرع فيها نزار قباني والبردوني وغيرهما، وتشكلت بفضلهما طريقة مختلفة عن سائد الشعر التقليدي، ولكن داخل النمط نفسه، وأضاف لــ«عكاظ» أنّ شعراء اليوم اتخذوا من هذا التحديث داخل إطار الشكل التقليدي تبريرا لاستمرار إنتاج القصيدة الكلاسيكية، وما زالوا ينوّعون على نغمة رتيبة وقديمة، وقد آن الأوان لاتخاذ موقف نقدي حقيقي إزاء هذا النمط الشعري الذي قد يسميه البعض «نيو كلاسيك»، هذا الموقف النقدي الخاص يوجّه لهذا النوع بالذات، ضمن النقد العام لاستمرار النمط الكلاسيكي السائد.

وأكد عبدالمنعم أنّ القصيدة العمودية ما لم تكن برهاناً ساطعاً على أن الأدب ما زال مستلبا وجامدا على صعيد تصور شعراء العمود، فإنّ الأوان قد آن للتوقف عن كتابة هذا اللون، لأن دور الإبداع في اللغة الفصحى اليوم خرج من المنبر إلى الورقة، وما لم تكن القصيدة للغناء أو لهدهدة الطفل أو لاستدرار الجيوب فإنها تظل غير صالحة ومتسقة مع الحساسية الجديدة بكل ما يثيرها، متنافرة مع نظام الوجود وصورة العالم الحديثة ورؤية الإنسان الراهن.


هذا الرأي للشاعر عبدالمنعم حسن عدّه الشاعر حسن القرني سنة حياة، إذ يبدو أنّ الآية انقلبت، وأضاف أنّ القناعة تبدأ على استحياء، ثم تقاوم، ومع الوقت تمتلك الجرأة للهجوم؛ لمجرد أنك انتصرت في بعض المعارك التي كنت تدافع عن نفسك فيها، وأكد أنه كان يهاجم قصيدة النثر؛ ثم اقتنع بها؛ وبدأ يدافع عنها؛ ثم أطال الله في عمره ليجد مثل هذا الكلام، ويبدو أنها غلطة!

فيما رأى مصطفى عفيفي القصيدة الحديثة تناسب الأذواق الآن، مع أنّ القصيدة العمودية بشكلها الموروث فقدت كثيرا من فاعليتها، وبالتالي قابليتها، إلا أنها تظل رمزا للإجادة. كما رأى الشاعر عبدالله عبيد أنه لم يعد هناك شعر عمودي فكلّه يكرّر بعضه! أما الشاعر طلال الطويرقي فقد رأى الثقافة فعلاً تراكمياً تجاورياً بعيداً عن الإقصاء والتصنيف حتى مع ما لا يوافق أهواءنا وخياراتنا، وأضاف تأمل قليلا أوروبا وأمريكا مثلا ستجد كل أصناف الفنون الكلاسيكية والحديثة متجاورة ولكل فنّ متلق. إلاّ أنّ الردّ الأقسى جاء من الشاعر علي الدميني الذي قال: «إنّ هذا الرأي رأي طفولي»!