استمرار جهود السعودية في لم الشمل وجمع الصف الإسلامي.
استمرار جهود السعودية في لم الشمل وجمع الصف الإسلامي.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
جاء «إعلان مكة»، الذي تمخض أمس الأول عن المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلام والاستقرار في أفغانستان في ختام أعماله بجوار المسجد الحرام مجسدا رغبة الشعب الأفغاني وكافة التيارات الأفغانية بإنهاء الحروب وسفك الدماء، وديمومة السلام والأمن، ووقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية، إذ رفض «إعلان مكة» جملة وتفصيلا قتل الأبرياء، وهو الذي ينافي مبادئ الإسلام، الذي يرفض القتل والإرهاب. وشدد على اعتبار الحوار هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع، عبر التفاهم والتفاوض المباشر.

وعكس استضافة المملكة للمؤتمر تأكيد واستكمال لمواقفها الواضحة والثابتة تجاه قضايا العالم الاسلامي، وريادتها الروحية، ودعمها المتواصل للعمل الإسلامي المشترك، وتجسيدا لرؤية المملكة 2030 في بُعدها الإسلامي، إذ تتحرك المملكة وفق هذه الرؤية الإستراتجية للمّ الشمل، وتعزيز العمل الإسلامي المشترك، وإحباط المؤامرات التي تحيكها القوى الظلامية والطائفية لضرب مفاصل الأمة الإسلامية، والتدخل في شؤونها الداخلية.


لقد استضافت السعودية العلماء الأفغان بجوار الكعبة المشرفة تكريسا لمفهوم التعاون على البر، وتجسيدا لقيم المصالحة في الإسلام، وتأكيدا لموقف الإسلام الذي ينبذ الإرهاب والتطرف والعنف، وإرسال رسالة للعالم باتخاذ موقف جماعي ضد العابثين بأرض أفغانستان باسم الإسلام، والإسلام منهم براء.

إن «إعلان مكة المكرمة» يمثل خارطة طريق سياسية وشرعية للوصول لحل سلمي دائم في أفغانستان بمشاركة جميع الأطراف، والدعوة لنبذ العنف والفرقة، ووقف الاحتراب، وتحقيق الصلح، وإخماد نار الفتنة، والالتزام بالهدنة، ووقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات الأفغانية المباشرة.

إن النهوض بعملية السلام في أفغانستان مطلب مهم، وعلى جميع الأطراف والقوى الاستفادة من إعلان مكة للمضي في السلام غير المشروط، والحوار، والتفاوض السلمي المباشر هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع وبناء مستقبل زاهر آمن ومستقر في أفغانستان، فضلا عن تعزيز مبادئ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع الأفغاني والتأكيد على وحدة الصف والكلمة والتعاون والتكافل، والبراءة من الإرهاب والعنف، ونبذ الفرقة والسجالات الفكرية المتشنجة.

والمطلوب الآن من الأطراف كافة وخصوصا حركة طالبان توطيد السلم والاستقرار في أفغانستان، وعدم اللجوء للعنف والقوة والسلاح، والابتعاد عن التعصب والطائفية والحزبية الضيقة.