-A +A
عبده خال
حكمة شرائية قيلت في زمن الطيبين: أي سلعة يزداد سعرها لا تفكر أنها سوف تهبط.

وفي ذلك الزمن حين ارتفعت أسعار السيارات تناقل الناس ارتفاع قيمة الين الياباني، وذهبت عشرات السنوات وغلاء السيارات لا يزال يتصاعد بالرغم من دخول دول جديدة منتجة للسيارات وليس لهم علاقة بارتفاع الين الياباني أو انخفاضه.


وفي زمن الغلاء يتم ترديد جمل لا يعرف المتحدث بها أي معلومة اقتصادية سوى أنها هي المسبب للزيادة.

ولأننا في حالة زيادة لأسعار السلع سواء كانت تموينية أو خدمية، فإن كل جهة منها تسوق المسببات خلف الزيادة بينما تكون أرباح تلك الجهة تفوق المسببات التي ذكرت على أنها هي المسبب.

ولو أخذنا نموذجا لهذا فسوف نجد أن ارتفاع أسعار الألبان ليس له مبرر سوى الصيد في (الماء العكر)، فإحدى شركات الألبان حصدت أرباحا مهولة رغم أن تبريرها في زيادة أسعار بعض منتجات الألبان بارتفاع تكاليف الإنتاج المتمثلة في الطاقة والنقل واستيراد الأعلاف والأيدي العاملة، كل تلك الأسباب التي أدت للزيادة كانت نتيجته ارتفاع صافي أرباحها.

وأمام هذه الزيادة الربحية أرادت الشركة أن توضح بأن أرباحها لم تأت من خلال زيادة الأسعار وإنما جاءت من خلال سياسة إدارية ساهمت في انخفاض المصاريف العمومية والإدارية واتباع برامج الكفاءة وتخفيض تكاليف العمالة من خلال خفض أعداد الموظفين.

هذا ما يحدث، ارفع أسعارك وسوف تجد عشرات الأعذار التي تسوق فيها زيادة أسعارك، وإذا كانت أرباحك أضعافا مضاعفة فسوف تجد عشرات الأسباب التي تذكرها عن جنيك للأرباح الكبيرة.

ونحن أشبه بمن يتلقى (الفلكة) من تلك الشركات، وكما يقال من يتلقى الجلد ليس كمن يعد... والشركات تعد ونحن نتصارخ ألما.