-A +A
عبير الفوزان
لم يعد السفر كالسابق مغامرة شيقة، بل صار رحلات اعتيادية لأماكن تكررت، تقابل فيها – أحيانا - الأشخاص ذاتهم.. كنُدلٍ في مقهى اعتدت الذهاب إليه، أو ذاك الذي يستقبلك عند باب فندق تنزل فيه دوما ثم أصبح مديره، وربما رأيت نفس البائعة التي تصادفها في ذلك المحل الفاخر بعد أن انتقلت لفرع آخر في الطرف الآخر من المدينة.. صدقا.. لقد مررت بكل ذلك. هذا بالإضافة إلى أن السفر مع السوشال ميديا فقد وهجه، وأصبح متاحا أكثر من وجبة سريعة تصل إليك في غضون نصف ساعة.

الناس باتوا يفتقدون المغامرات في زمن تسبقهم الصور قبل أن يصلوا، ويسبقهم الخبر والمذاق قبل أن يطلبوا، فأين مغامرات الأمس والدهشة ولذة الاكتشاف؟!


عندما تفتقد هذه اللذة ستفتقد المتعة وتبحث عن المغامرة الحقيقية حتى لو في ثنايا المقامرة.. فمن مغامرة السفر المعتاد إلى مقامرة السفر إلى الفضاء تكمن مغامرات المستقبل.

شركة فيرجين غالاكيتك المتخصصة في الاستثمار والتكنولوجيا الفضائية قامت بشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتتضمن هذه الشراكة قيام رحلات تنطلق من مدينة نيوم المستقبلية نحو الفضاء، فلم تعد الصين ولا قريح ولا جبل قاف بأبعد مما نظن، بل سيكون هناك أماكن بعيدة تكفل لمحبي المغامرة لذة اكتشاف ومتعة جديدة. لكن السؤال هل سيُحرم أبطال السوشال ميديا من هواية حرق المراحل بالنسبة للآخرين؟! بالتأكيد لا، لأن هناك صواريخ ستحمل الأقمار الصناعية التي توفر الاتصال لسياح الفضاء بالأرض ومن ثمة بعث الصور والثرثرة إلى من لم يسعفه الحظ بالسفر.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com