-A +A
حمود أبو طالب
نسأل الله الرحمة للطالبين الشهيدين ذيب اليامي وجاسر الراكة، اللذين ضحيا بنفسيهما من أجل عمل إنساني نبيل لم يكونا مجبرين عليه، وفي مجتمع غير مجتمعهما ومن أجل إنقاذ طفلين ليسا من بني جلدتهما ولا من مجتمعهما أو دينهما، كل الذي دفعهما للتضحية هو المروءة والشهامة والنبل والشجاعة والفروسية، وبذلك أصبحا حديث المجتمع الأمريكي رسميا وشعبيا، وبشكل يليق ببطولتهما، ليصبحا أيقونة أخلاقية للطالب السعودي في أمريكا بل وللشعب السعودي بأكمله، وقد بدأت الجامعتان اللتان كانا يدرسان فيهما وغيرهما من المراكز الأكاديمية ترتيبات تخليد اسميهما بشكل يليق بالعمل البطولي الذي فعلاه.

لقد أكد الطالبان، رحمهما الله ،إنسانية مجتمعنا وقدما صورة ناصعة للإنسان السعودي، إذ في الوقت الذي يكرس فيه البعض القطيعة مع المجتمعات الأخرى ومناصبتها العداء والكراهية وتقديم صورة سلبية سيئة عنا فإن الطالبين الشهيدين قدما الصورة الحقيقية الأخلاقية والدينية للمجتمع السعودي الطبيعي، لذلك فإن تكريمهما حق وواجب علينا، ولا يستوي أن تبادر المؤسسات الرسمية والأكاديمية والمدنية الأمريكية لذلك ثم لا نفعل ما فعلوه وأكثر.


لا يخالجني شك بأن هذه المعاني ليست غائبة عن الإخوة في وزارة التعليم ووزيرها النبيل الدكتور أحمد العيسى، وهناك أكثر من شكل للتكريم يمكن التفكير فيه، من أبسطها إطلاق اسميهما على مرفق أكاديمي في جامعة نجران مسقط رأسيهما، أو تخصيص منحة دراسية باسميهما في الجامعتين اللتين درسا فيهما، أو جائزة بحثية في المجال الذي كانا يدرسانه، وإعطاء الأفضلية في القبول الجامعي لإخوة وأخوات الشهيدين، وغير ذلك من أشكال التكريم الممكنة. ولو أردنا تكريمهما بما يليق فعلاً فليس كثيراً عليهما معاملتهما كشهداء واجب.

العزاء لأسرتي الطالبين وللوطن في شابين مثلا أخلاق المواطن السعودي المسلم الحقيقي.