-A +A
أنمار مطاوع
الرياضة بشكل عام تُبنى على قاعدة ذهبية.. هي (اللياقة). وفي عالم الاحتراف الرياضي، يبدأ الفرد في بناء لياقته البدنية أولا، إلى أن يصل لمستوى متقدم فيها، ثم ينخرط في التمارين الخاصة بالرياضة التي يرغب في ممارستها. المعادلة السلبية تتشكل من مفردة: لاعب بلا لياقة. هذا اللاعب ليس له قيمة في عالم الرياضة مهما كانت مهاراته. وفي عالم كرة القدم تحديدا، يظل اللاعب على دكة الاحتياط لحين رفع لياقته البدنية للمستوى المطلوب.

لاعب كرة القدم السعودي لا تنقصه المهارات.. على الأقل هو قابل لتعلمها.. ولكن تنقصه اللياقة العالية التي تؤهله لدخول منافسات إقليمية وعالمية. في مونديال 2018، تصدرت روسيا أرقام اللياقة على مستوى الفرق كافة. على سبيل المثال، ركض الفريق (118 كم) خلال مباراته مع المنتخب السعودي مقابل (103 كم) للسعودي. (15 كم) الفرق.. نتج عنه (5) أهداف بالتمام والكمال. (اللياقة لم تكن السبب الوحيد.. ولكنها السبب الأهم).


اللياقة في كرة القدم ليست فقط القدرة على الركض لمدة طويلة.. لكنها تعني: قوة تحمل اللاعب، سرعته، مرونته الجسدية، تغذيته.. وفي النهاية تأتي التدريبات الخاصة باللعبة.. فاللاعب لا يستطيع أن يؤدي التدريبات على الوجه الأكمل ولا يستطيع أن ينفذ خطة المدرب إلا بعد رفع مستوى اللياقة بعناصرها المتكاملة.

ليس المطلوب طرح حلول خارقة للعادة؛ مثل إرسال مئات الأطفال والمراهقين للخارج لتعلم كرة القدم.. ولكن الحل يبدأ من الداخل.. من خلال البدء في التركيز على ثقافة بناء اللياقة في المدارس ونوادي الأحياء.. ولو تولت هيئة الرياضة برامج ومبادرات خاصة برفع اللياقة في المدارس العامة والخاصة.. وصرفت ثرواتها في الداخل على أبناء المجتمع.. تستطيع أن تحقق تفوقا في كافة الرياضات المحلية ليس فقط كرة القدم.. وتستطيع أن تدخل بطولات عالمية لكل المسابقات. المهارة الخاصة باللعبة تأتي لاحقا.

وفي خطوة تصحيحية للوضع الراهن.. أقترح على هيئة الرياضة أن تربط قيمة لاعب كرة القدم -أيا كان الرقم الذي تريد- بلياقته. أي أن يتم تحديد قيمة اللاعب بمدى لياقته. هذه خطوة محورية وجوهرية سوف تغير من مسيرة الكرة المحلية والرياضة السعودية بشكل عام.

المهارات الرياضية تكتسب لاحقا مع الخبرة والتدريب الخاص.. لكن اللياقة يجب أن تبنى قبل دخول المجال الرياضي.. وقبل تصنيف المتقدم على أنه لاعب متخصص.

* كاتب سعودي