-A +A
حمود أبو طالب
أنا مضطر لسحب شكري لمجلس الشورى الذي تضمنه مقالي يوم الثلاثاء (عودة إلى مثلث الأزمة الكهربائية)، كنت مستبشراً بالخبر الذي وصلني من المجلس ونشرته الصحف لاحقا بأن المجلس سوف يطلب من هيئة تنظيم الكهرباء التدخل السريع لمساءلة شركة الكهرباء عن آلية ودقة احتساب الفواتير، وأيضا طرح مقترح الرفع للمقام السامي بتخفيض تعرفة الكهرباء، ومن شدة تفاؤلي كتبت تغريدة في تويتر قلت فيها إن مجلس الشورى لو فعلها فإنه يحقق إنجازاً كبيراً من شأنه تحسين علاقته مع المجتمع.

يوم انعقاد الجلسة كنت أتابع ما ينشر عنها في موقع المجلس، وعندما بدأ منسوب تفاؤلي ينخفض اتصلت بالزملاء في «عكاظ» لتلمس أي خبر عن وعد الشورى ربما سقط سهواً في موقع المجلس، وربما لم يتضمنه تقرير الجلسة الذي سينشر في اليوم التالي، لكن لم أجد سوى ذلك الخبر الشوروي المهلهل الذي لم يشر من بعيد أو قريب إلى الوعد الذي التزم به المجلس واستبشرنا به، ومع ذلك قلت لنفسي ربما أن المجلس يتكتم على المفاجأة السارة لينشرها في خبر خاص منفصل عن الخبر السابق، لكن انتهى أسبوع العمل وانتهت كل محاولاتي للاستفسار عن البشرى المنتظرة إلى أنه لم يحدث شيء، وكل ما دار في الجلسة هو ما تم نشره، واتضح منه الهروب الكبير للمجلس من أزمة كبيرة وقضية رأي عام مهمة.


حسناً يا مجلسنا الموقر:

نعرف حدودك ولا نستطيع محاسبتك على أدائك، وكل ما نملكه تجاهك هو العشم والعشم فقط لأننا نعتقد أن أعضاء المجلس مواطنون مثلنا يعرفون المشاكل التي يعاني منها المجتمع، أو يسمعون عنها على الأقل، ثم إنك يا مجلسنا أنت الذي بشرتنا بأنك ستأخذ زمام المبادرة بمساءلة شركة الكهرباء وطرح مقترح الرفع للمقام السامي بتخفيض التعرفة، أي كما يقول المثل الشعبي «عشمتنا بالحلق وخرمنا آذاننا» لكن بعد تخريم آذاننا «سحبت علينا» ولم يصلنا الحلق، فلماذا يا مجلس الشورى تفعل بنا هكذا وأنت تعرف أن علاقتنا بك «مش ناقصة توتر».

وهنا يمكننا -بكل أسف- إسدال الستارة على أزمة فواتير الكهرباء بعد تنصل الجهات المعنية، لكن الأمل يستمر في المقام السامي الذي أكد لنا أن مصلحة المواطن هي همه الأول، وأن مبادراته أسرع وأكرم وأكثر قرباً من المواطن.