-A +A
نجلاء رشاد (جدة) NajlaaRshad@
«وبلغتُ العشرين منتصرة على السرطان.. أناضل من أجل حياة أجمل، كل أمانينا الضائعة سنجدها في الجنة».. وها هي «هالة» رحلت إلى باريها لتجد أمانيها الضائعة بعد أن سطرت هذه الكلمات في ملفها التعريفي الخاص بها على موقع لتواصل الاجتماعي «تويتر»، مودعة حياتها بعد أن هدم «المرض» لذاتها، وبقي «غيثها» ليرتوي منه كل «مريض».

«هالة المرواني»، من أجل أن تصنع لها أياما جميلة وإن كانت قليلة.. أعلنت الحرب على مرض «السرطان» الذي هزمها واختطفها من «الحياة» (الأربعاء) الماضي في المدينة المنورة، فناضلت على مدى خمسة أعوام من أجل البقاء بسلاح «الصبر» وقاسمت أمثالها الآلام، وساعدت من ارتدى ثوب الابتلاء بقضاء الحاجات، تاركة بصمتها على صفحات النضال.


استطاعت الفتاة العشرينية التي لم تتجاوز الـ22 من عمرها قتل «اليأس» بـ«الصبر»، لتصبح نموذجا مؤثرا لكثير من الأشخاص، فخاضت المجال التطوعي وشاركت في تكوين «ملتقى متعافي المدينة» خلقت من خلاله قنوات تواصل بين المرضى وأسرهم للتعرف على المرض وأعراضه، وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل معه، وزيادة الوعي في مجتمع المدينة المنورة بمرض السرطان وأهمية الكشف المبكر، كما شاركت في عدد من الفعاليات التوعوية، لتعد بعد ذلك من أبرز الناشطات في العمل التطوعي بالمدينة المنورة، خصوصاً في مجال تقديم الدعم النفسي والمادي لمرضى السرطان.

وسطرت هالة المرواني تجربتها مع مرض السرطان في كتابها «غيث هالة» لتروي المرضى من بعدها، والذي تناقل رواد التواصل الاجتماعي مقتطفات من أقوالها المأثورة عبر حساباتهم في «تويتر» بعد أن فجعوا بنبأ وفاتها، داعين الله أن يتقبلها من الصالحات وأن يدخلها الجنة مع الأبرار.

وكانت المرواني خريجة جامعة الملك فیصل قسم الخدمة الاجتماعية، قد أصيبت بالسرطان قبل خمس سنوات، حیث داھمھا الورم في القدم اليسرى ثم انتقل إلى القدم اليمنى، فخضعت لعلاج كيماوي لعدة شھور، قبل أن يبلغها الطبيب بوجود سرطان في الرئة، لتبدأ رحلة جديدة من العلاج إلا أن حالتها تدهورت حتى توفيت.