-A +A
ياسر عبدالفتاح (جدة) okaz_online@
قالت «الكهرباء» ولم نقل إن مكيفات الهواء هي من عصفت بميزانية المشتركين وأحالت صيفهم إلى خريف حار جاف قاس وخارق لما ادخرته الجيوب لعاديات الليالي وتصاريف الزمن، فيما غالب مستهلكي «تيارات الشركة» الذين عصفت بهم «فواتير يونيو» اعتبروها مجرد نكسة عابرة، لعل القادمات في يوليو تأتي أقل وطأة، غير أن الشركة بشرت الشركاء بأن غدا لن يكون أفضل من الأمس، إذ ألمح مسؤول فيها إلى أن حجم التفاؤل بانخفاض فواتير يوليو رهين بترشيد الاستهلاك وإطفاء المصابيح وإغلاق المفاتيح. نصائح تقليدية، كما يصفها مستفيدو الكهرباء، لم تعد ذات أثر، فالشركة التي تلقي بالكرة في النصف الآخر من الملعب في صورة أشبه بالهجمة المرتدة لم تتطرق إلى ما يليها، ولعل المخرج من الأزمة يكمن في اختراق متبادل ومساومة متوازنة بين الكهرباء والمستهلك قوامها «الترشيد مقابل السلامة»! من ثمرات أزمة شركة الكهرباء.. أن الجميع باتوا في سلال متساوية، إذ جمعت المصائب المصابين على صعيد واحد، بعد أن لحقت نيران الفواتير أطراف المعسرين وأرصدة الميسورين على حد سواء، وأمطر مشاهير الكرة والغناء والشاشات صفحات تويتر بأحزانهم العتيقة جنبا إلى جنب الموظفين البسطاء والعمال الميامين، ليدحرجوا السؤال الكبير «متى ترشد الكهرباء أرقام فواتيرها؟».