-A +A
عبده خال
ثمة حساسية شديدة في بعض الأمور إن لم تصغ بصيغ ليس بها لبس، وأن تكون أهداف الجمل واضحة المعالم لكي لا تقود القارئ أو المستمع إلى الخلط بين ما يجب وما لا يجب.

وقضية الميكرفونات في المساجد إحدى القضايا الشائكة التي لم تصغ بصيغ تنفي أي غرض مدسوس أو يتخذ من تلك القضية انتصاراً شخصياً لتوجهات مختلفة.. ولأن هذه القضية شائكة لم تصل الرسالة من تقنين استخدام الميكرفونات في المساجد إلى حل مرض ويفصل بين العبادة وما درج عليه الناس من تصرفات وأفعال، وزمنية استخدام الميكرفون في المساجد هي حالة ارتبطت بنية صافية وهي إشعار الناس بالوقت، وتم تعميقها لأن تكون حالة متقدمة ليس حصراً بإشهار الوقت بل أصبحت نقلاً كاملاً لما يحدث داخل المسجد، وكما كانت النية صافية لإدخال الميكرفون لإعلان الوقت، فإن المطالبة بالحد من استخدام الميكرفون وحصره على إعلان الوقت هي نية صافية من غير تحميلها حمولات أخرى.


فبعض المساجد لا تجيد استخدام الميكرفون فتفرط في رفع مستويات الصوت، بحيث يتحول إلى حالة من المزايدة سماع الجيران بكل ما هو حادث داخل المسجد، ولا يعني هؤلاء أن ثمة مناشط حياتية تدور بالقرب من المسجد تحتاج أيضاً للخشوع والتدبر، فكل ما خلقه الله فيه عبادة إن أضمرت النية في ذلك.

أعود وأقول لأن هذه القضية شائكة وتحتاج للتدبر فلتكن النظرة لها من هذا الباب، ووجدت الصديق الشاعر أحمد عطيف مغرداً بتغريدة وجهها لمعالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ كتب فيها:

(هل يمكن الاستفادة من هذه الآيات للتعامل مع ميكرفونات المساجد. «ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً». «واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول»، «ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين»).

نعم. هي آيات تستحق التأمل والامتثال لما أمر به رب العباد.