-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة) hnjrani@
كانت دولة قطر قبل استيلاء تنظيم الحمدين الإرهابي على مقاليد الحكم فيها وفق انقلاب محكم جزء لا يتجزء من النسيج الخليجي والعائلة الواحدة، بل كانت تتمتع بامتيازات استفاد منها الإنسان والحيوان، لكن الحقد والمكر والخديعة كانت جزءاً لا يتجزأ من عقيدة التنظيم، حتى أسهم في عزل قطر عن محيطها الخليجي وذهب بها إلى الشط الفارسي الإيراني بعيداً.

ومنذ وصول تنظيم الحمدين لسدة الحكم في قطر ١٩٩٦هـ، ظل يناكف الأسرة الخليجية وعلى رأسها المملكة، بل وضع يده بكل مخرب يحاول النيل من دول الخليج وخصوصا المملكة، وساهم في تنفيذ المخططات الإجرامية، لكن الرياض كانت بالمرصاد لهذه المؤامرات.


وقد خنق تنظيم الحمدين مظاهر الحياة في قطر حتى طال الضرر الحيوان وخصوصا الإبل، التي كانت تنعم بخير وفير عندما كانت المملكة تفتح حدودهاً لهذا النوع من الحيوانات، باعتبارها جزء من شخصية العربي ذو المروءة، وكانت الإبل القطرية بمجاميعها الكبيرة تستفيد من الغطاء النباتي والمياه في شرق المملكة ووسطها، فسرحت ومرحت واستفادت من هذه الخيرات.

ومع كشف خطابات متبادلة بين عمان وقطر حول رغبة القطريين في ترحيل إبلهم إلى السلطنة، ظهر مدى الامتيازات التي كان يستفيد منها القطريين ومن ذلك إبلهم، وخصوصا فيما يتعلق بالرعي في الغطاء النباتي والضرر الاقتصادي الذي كانت تحدثه هذا الإبل في المملكة، حيث كشفت هذه المخاطبات أن العمانيين اشترطوا رؤوس معينة من الإبل يمكن نقلها، ويجب أن يكون بحرياً، وأيضاً يجب أن يكون لكل عشرة رؤوس من الإبل راعٍ عماني وليس من الأجانب.

هذه الشروط والمكاتبات العمانية واقعية جداً في الحفاظ على ممتلكات وخيرات السلطنة من مجاميع الإبل الكبيرة التي كانت تستفيد بشكل مجانٍ من السعودية في الماضي، بل كانت تسرح وتمرح في أرجاء المملكة دون أن يحدها حدود أو تمنع من الوصول إلي أي مكان، بينما اشترطت المكاتبات العمانية أن تلتزم الإبل بسياج محدد لـ "العزبة" لا تخرج هذه الإبل منها، بل لا تنقل إلى أي مكان آخر إلا بموافقات رسمية.

وتظهر المكاتبات أن على القطريين الالتزام بكافة التعليمات المدونة على خطة نقل الإبل إلى السلطنة، ومن أبرزها التعهد بإخراج الإبل من السلطنة متى ما تأثر المواطن العماني أو المراعي العمانية.