-A +A
ريهام زامكه
عزيزي القارئ، هل تختلف معي في أن أصل البلاء والنكبات وبلاء الأمة الذي أصابنا في السنين الماضية كان بسبب الغلو والتشدد والتطرف بالأفكار البالية التي لا يمكن ترقيعها إلا بتغييرها طولاً وعرضاً؟

اليوم فقط نستطيع أن نقولها وبالفم المليان عظم الله أجركم في موت الحراك الصحوي البائس الذي لم يوقظ في حياتنا ومجتمعاتنا وشبابنا وفتياتنا سوى الجهل والتشدد والتخلف والرجعية.


الحراك الصحوي الذي قتل كل جميل في حياتنا، وهول جميع مناحي الحياة الطبيعية وربطها بالمرأة وجعلها تؤدي دائماً للمفاسد والمهالك دامها لا ترتبط ارتباطاً مباشراً وخاصاً بالجنس الذكوري فقط!

ذاك الحراك الذي حرم كل شيء، وجعل من الفنون والموسيقى وتنوع الثقافات والتوجهات وكل ما يبهج النفس ويدخل عليها الفرح والسرور باباً للشر، وقد قاد هذا التحريم والإقصاء بعض الضالين بالفعل للشر والتهلكة بسبب التشدد والتحريم والمفهوم الخاطئ لأمور الحياة والمشاركة الطبيعية في شتى المجالات بين الرجل والمرأة.

لا شك أن جميع (البلاوي) التي حصلت في السابق من تجاوزات ومشكلات وتعثرات كان سببها الصحوة وما علق بها من غلو وتشدد وموقف سلبي ولد في مجتمع كان مبتلى بجماعات متشددة وأفكار ضالة ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا ما أدى إلى الإضرار في استخدام (العقل البشري) وتعطيله واستبداله من قبل البعض (ببالونة) منفوخة خاوية ليس في داخلها سوى الهواء.

ولا أخفيكم، إني متفائلة وسعيدة اليوم سعادة تصل إلى عنان السماء، كما قال وتمنى ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان وهو مطمئن ومتفائل لهذا التغيير الجذري والتاريخي في بلادنا الحبيبة ويا بلادي واصلي والله معاكِ وحنّا وراكِ.

وبما أنه رأسي، وبما أنها أفكاري وقناعاتي وتوجهاتي، وبما أنه (مالك دخل) في كل الأحوال يا عزيزي الذي مازال في عقلك بقايا من صحوة مزعومة رجاءً (حِل) عن سمايا ولا تبحث بين أسطري أو في (دماغي) عن أفكارك الضلالية أياً كانت، وتب.

فإن باب التوبة دائماً مفتوح، فتوبوا عن أفكاركم العقيمة واتهاماتكم الدائمة للمرأة بأنها عورة يجب وأدها وهي حية، وللرجل الذي ترونه وتصورونه دائماً بصورة لا إنسانية بشعة لا نرتضيها نحن كنساء على رجالنا الأسوياء.

وانظروا حولكم وانفضوا عن أفكاركم وعقولكم الجهل الذي عشش في داخلها، فإن الأيام القادمات مبشرة بالخيرات، دامنا تجاوزنا بفضل الله وحكومتنا الرشيدة خطر الصحوة الذي داهمنا خلال الثلاثين سنة الماضية ووأد كل جميل في حياتنا وكبر الصغائر وعظمها.

لستُ أسخر من قرار إنسان بتغير منهجه وطريقة تفكيره، فالتغير والإصلاح المجتمعي أمرٌ إيجابي ورائع، ورفضه لن يجعلنا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.

ولأن دوام الحال من المُحال، لكم في جماعة (لن تقودي لن تقودي) خير مثال، ففي السابق كانت قيادة المرأة في شرعهم من المُحرمات، واليوم باتوا يوزعون التهاني والنصائح والتبريكات،،، اييييييه دوووونيا!.

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com