-A +A
عبير الفوزان
تفحصت رخصة القيادة خاصتي التي صدرت لأول مرة في شهر مايو عام 1999 من أبوظبي، وتم تجديدها 2009، وستنتهي في مايو 2019.. مر الشريط متمهلاً، بدءاً من صديقتي التي لكزتني يومها في إدارة المرور في أبوظبي وهي تقول: إن شاء الله المرة الجاية تجددينها في السعودية، مروراً بتجاربي الأولى في القيادة، ووصولاً إلى والدي.

مقالي هذا ليس للمرأة، بل لآباء بنات أعمارهن من 18 فما فوق.. وشكراً جزيلاً لوالدي الذي كان داعماً ومعلماً لي في تلك الفترة. فلن أنسى مشواري الأول وحتى العاشر عندما كان يركب بجواري حتى أصل إلى وجهتي، ثم يذهب إلى عمله، وعندما يأتي ليقلني يترك لي مقعد القيادة.. لن أنسى عندما ذهبت في مشواري الأول وحيدة بدونه، بعد أن اطمأن لقيادتي، طلب مني أن أقود سيارته الجديدة لأنها كبيرة وستحتمل الحوادث والصدمات وسيكون الضرر علي أقل، في حال، لاقدر الله، تعرضت لحادثة! لن أنسى عندما طلب مني أن أقود برفقته من أبوظبي لمدينة العين، وجعلني أصعد إلى جبل حفيت وأنا أخاف من الأماكن المرتفعة قائلاً: السائق لا يخاف، لن أنسى وهو يعطيني درساً عملياً في القيادة عبر المرتفعات والمنزلقات.. لن أنسى تلك العصريات التي يأخذني فيها يومياً وهي وقت راحته كي أقود من أبوظبي لبني ياس لأتعلم القيادة في الخطوط الأطول.


لن أنسى كل ما فعله لي والدي في تجربة القيادة التي منحتني أسلوباً منطقياً وسليماً في قيادة السيارات الصغيرة والكبيرة.. تذكرت ذلك وأنا أستمع لإحداهن التي قررت تعلم القيادة بالخفية، إزاء رفض والدها غير المبرر.. وددت لو همست في أذنه: لا تثق بمن يعلم ابنتك، بل علمها أنت.. اجعلها تتسلم المقود من بين يديك.. حتما ستتذكر ولن تنسى، وستتباهى يوماً أمام أولادها أنك أنت من علمتها.. إنها فرصة للآباء وحتى الأشقاء لتعليم بناتهم وشقيقاتهم بحب وبمجانية أيضاً!

abeeralfowzan@hotmail.com