-A +A
خالد السليمان
تنشط الدبلوماسية الدولية في كل مرة يضيق فيها الخناق على الميليشيات الحوثية، ويرتفع صوت دعوات محادثات السلام في كل مرة وجد فيها الحوثي نفسه يواجه الهزيمة، لكن التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن بات يفهم قواعد اللعبة في أروقة الأمم المتحدة، ويجيد العزف على أوتار المواقف السياسية التي تتطلبها كل مرحلة !

في اليمن يعرف تحالف الشرعية حقيقة خصمه، ويعلم أن اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة وفرض الأمر الواقع، فالحوثي ليس طرفا سياسيا طبيعيا يمكن التفاهم معه، وهو ليس أكثر من أداة بلا إرادة يتم التحكم بها عن بعد للعب دور محدد في مخطط إقليمي تسعى إيران لتنفيذه، و بالتالي فإن إصرار الدبلوماسية الدولية على منح الحوثي الفرصة تلو الفرصة للانخراط في عملية تسوية سياسية ليس أكثر من هدر للوقت وزيادة في معاناة الشعب اليمني !


واللافت أن هذه الدبلوماسية الأممية تحصد الفشل تلو الفشل في سورية، وتصر على تعويض إخفاقها السوري يمنيا، لكن الحوار الذي تؤسس له مع الحوثي هو أشبه بحوار طرشان، فالحوثي لا يملك أن يقدم أي حلول تنهي الحالة الانقلابية وتعيد لليمن استقراره تمكن عودة الشرعية، لأن مثل هذه الحلول المنطقية تناقض كل ما يمثله الحوثي من هوية إيدلوجية وسبب للوجود، ومن المعيب ألا تدرك الأمم المتحدة والدول الكبرى هذه الحقيقة، إلا إذا كانت تفعل وتجد في استمرار الأزمة اليمنية فائدة خفية تخدم مصالح بعض الدول الكبرى إقليميا !.