-A +A
خالد السليمان
لا يحتاج اشتعال نار الفتنة «الإلكترونية» اليوم أكثر من تغريدة مفبركة أو تعليق مستفز، لتكون مستصغر شرر معركة طاحنة ينجر لها معظم المشاركين، دون حتى أن يتحققوا من هوية كاتبها أو مصدر معلومته!

في الغالب يكون الكاتب منتحلاً لاسم ذي دلالة عرقية أو طائفية أو مناطقية أو قبلية، وتكون المعلومة كاذبة أو غير دقيقة، وينتهي الأمر إلى جدل سلاحه الكراهية ودرعه التعصب وضحيته الحقيقة !


ومع انطلاق مباريات كأس العالم، كان متوقعاً أن تجند الخلايا الإلكترونية الإيرانية والقطرية كامل طاقاتها في إشعال الفتن بين جماهير المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم، في إطار الحرب النفسية التي تشنها ضد السعودية ومصر وروح التضامن العربي، لكن المؤسف حقاً أن كثيراً من جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر وفيس بوك، يدركون ويعون أساليب وأهداف الجيوش الإلكترونية المعادية لبلدانهم ومجتمعاتهم، ورغم ذلك يقعون في حبال شراكها ويتحولون إلى وقود اشتعال فتنها !

ليس بالضرورة أن يكون المغرد الذي ينتحل اسماً، يدل على انتساب لدولة أو منطقة أو عائلة أو قبيلة، ويشتم السعودية أو مصر أو المغرب أو تونس، أن يكون في الرياض أو القاهرة أو الرباط أو تونس أو الجزائر أو الكويت أو مسقط أو الخرطوم، فقد يكون في أحد مكاتب السراديب المظلمة في الضاحية الجنوبية أو طهران أو الدوحة أو صعدة أو حتى تل أبيب، فليس أسهل وأرخص من انتحال المعرفات الوهمية في حسابات الفتنة المشبوهة المزيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، فرأس مالها انتحال اسم عائلة أو قبيلة أو وضع علم دولة !