-A +A
أحمد عجب
مع حلول عيد الفطر المبارك، يظهر عدد من الأطفال مصطفين أمام والدهم في انتظار صرف العيدية، وقد نكسوا رؤوسهم بعد أن تسلل اليأس لأنفسهم، وهناك أيضا تضع تلك الأخت يدها على قلبها بعد أن مر عليها أخوها الكبير وسلم دون أن يضع في يدها ورقة الخمسمائة التي تجدد العهد وتجبر القطيعة، وما بينهما لا زالت تنتظر تلك الأم المطلقة رسالة البنك التي تفيد بتحويل طليقها نفقة أطفالها حتى يمكنها اللحاق بالمحلات وشراء حلوى وكسوة العيد لهم !؟

عدم منح العيدية لمن اعتدت منحها لهم، سيحدث بلا شك شرخا كبيرا في نفوسهم، قد يصعب علاجه على المدى البعيد، لانهم لن يفهموا بأن السبب يعود لتغيير مواعيد صرف الرواتب من التاريخ الهجري إلى الأبراج الشمسية ثم إلى التقويم الميلادي مؤخرا، كل ما سيشعرون به أنك لم تعد تحبهم أو تهتم بهم كالسابق !


لطالما عاتب ذلك الأب مديره المسؤول لقيامه بإلغاء أحد البدلات من باب الترشيد، واليوم يقف عاجزا في مرمى نيران الاستهجان من قبل زوجته وأبنائه وأخواته، وهم يرونه مصدر قرار

(إلغاء بند العيدية)، مما بدل فرحهم بالعيد لحالة من الحزن والكآبة، لقد أثبت هذا الأب فشله الذريع في إدارة شؤون المنزل، وهو بذلك يستحق هاشتاق #نريد_إسقاط_القوامة، هو موقن في قرارة نفسه بأنه لا يد له بالموضوع، لكنه مثل مديره المسؤول لا يملك سوى الاستسلام لردود الفعل الغاضبة وتحمل التبعات المترتبة !

لقد نظمت القوانين عند معاقبة الموظف نسبة الاقتطاع بما لا يتجاوز نصف الراتب حتى لا يؤثر ذلك على عائلته، كما تم مؤخرا إعادة تنظيم إيقاف الخدمات بمحكمة التنفيذ بحيث يتبقى لأهل المنفذ ضده ما يلبي احتياجاتهم الضرورية، حتى القاضي حين يفرض النفقة لصالح الزوجة أو الأبناء فإنه يضاعفها بالأعياد، لكن ما فائدة كل ذلك، والعيد يأتي في 15 جون (يونيو) أي قبل موعد صرف الراتب بأسبوعين تقريبا، ليحرم الأسرة من أعظم فرحة !؟

لقد وجه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قبل أيام بصرف أكثر من 1.7 مليار ريال لمستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي، من أجل توفير احتياجاتهم اللازمة لعيد الفطر المبارك، وأسوة بذلك، نتمنى النظر في (إعادة بند العيدية) من خلال صرف الرواتب التي تتزامن على الأقل مع العيدين بالتقويم الهجري، حتى تعود معها الابتسامة لوجوه الأطفال والنساء ويعم الفرح أرجاء البلاد.

كان أكثر سؤال نواجهه في الكلمات المتقاطعة: شهر ميلادي يتكون من خمسة أحرف ويطلق عليه موسم حصاد القمح أو عيد الشباب، واليوم بعد أن كبرنا وأصبحنا آباء اكتشفنا أنه مجرد تعبئة فراغ

لا حصاد نجنيه ولا عيد نتهنأ فيه، ولأنني أثقلت ونكدت عليكم في هذا اليوم البهيج، فإنه لا يسعني قبل أن أنصرف إلا أن أقول لكم كما قال (العم ضياء) بمسلسل الوصية؛ زعلانين على عدم صرف العيدية طب ما كلنا حنزعل في الآخر لأننا صرفنا وقتنا على الفاضي (واهو كلوا رايح) !