-A +A
عبير الفوزان
هناك من لا يستطيع أن يخوض حربا، ليس لأسباب إنسانية، بل عدم مقدرته على خوض الحروب التي تتطلب أكثر من قدراته وأعمق من خبراته السياسية والعسكرية.. فالفأر لا يناطح جبلا، والقط المنزلي مهما زاد شغبه لن يكون أسدا! تماما مثل بعض الدويلات، التي تريد أن تغير في خارطة العالم بأقل التكاليف وكأن العالم لعبة.. فتحاول أن تشتري الشارع ليثير الشغب في الشارع، وذلك حالما تلمح بصيص إشارة احتجاج على وضع أو مظاهرة سلمية، في بلد ما فتستنفر قناتها ومرتزقيها الذين يتم انتدابهم خصيصا لهذه المهمة القذرة، كما حدث في الأردن الشقيق.

لا عاقل يتمنى أن يحدث في الأردن ما حدث في سوريا، فلطالما كان الأردن ملجأ ومكانا رحبا للفلسطينيين، والسوريين في نكباتهم، فالأردن ذراع حانية على الرغم من وضعه الاقتصادي الصعب.


القمة الرباعية التي حضرها إلى جانب الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح، ونائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله بن الحسين، والتي عقدت في مكة المكرمة جاءت في سياق مبادرات خادم الحرمين الشريفين بالوقوف مع الدول العربية الشقيقة التي تتعرض للأزمات، لكن هذه القمة تجاوزت التقليدية في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية الأردنية، وذلك بإقرار حلول مستدامة تعود على الأردن وشعبه بالخير كله.

قمة مكة الرباعية نجحت بفضل الأخوة والتلاحم الحقيقي، أما أولئك المتطفلون على الشارع الأردني والمثيرون للشغب فجزاؤهم مثل جنس عملهم..الخيبة ومحق العمل. إنهم يتحينون الفرص للبحث عن دور سياسي بتغيير الكراسي والخارطة.. إنه دور لايعرفون أبعاده ولا حتى تكاليفه!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com