-A +A
هاني الظاهري
يؤكد التحرك العربي السريع الذي يقوده حضن العرب الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال عقد اجتماع رباعي في مكة المكرمة لمناقشة سبل دعم الأردن الشقيق للخروج من الأزمة الاقتصادية أن المملكة العربية السعودية كانت وستظل بحكمة قادتها عمود البيت العربي والعمق الاستراتيجي للأمة، واليد الحانية على الجيران مهما حاولت بعض الأصوات النشاز في المنطقة التشكيك في مواقفها التاريخية، أو الانتقاص من تصدرها المشرف لمعالجة كل القضايا العربية والإسلامية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.

يأتي هذا التحرك الذي يستحقه شعب الأردن العربي الأصيل وسط أجواء سياسية ساخنة في المنطقة، فالمؤامرة على الأردن كبيرة كما يبدو، وأصابع الفتنة تمتد إليه في الخفاء من بؤرة التآمر الإيرانية في جزيرة «شرق سلوى»، يقودها التحالف الشيطاني بين طهران والإخوان ممتطياً ظهر «تنظيم الحمدين» الحاكم في الدوحة، بهدف إلحاق هذا البلد العربي المستقر الآمن بمصير دول أخرى تعاني الويلات جراء حرائق ما سمي بالربيع العربي، وليس أدل على ذلك من تغريدات رأس الأفعى القطرية «حمد بن جاسم» التي أطلقها قبل أيام قليلة عبر حسابه في تويتر ليدس أنفه في الشأن الأردني ويدشن مشروعاً جديدا من التخريب في المنطقة.


أعتقد أن التحرك السعودي اليوم لدعم الأردن وإخراجه من أزمته وقطع رأس الأفعى التآمرية شبيه جدا بالتحرك السعودي لإنقاذ مصر من نفس المؤامرة عام 2013م، والذي لولاه لكانت مصر اليوم تعيش ذات المعاناة التي تعيشها ليبيا أو سوريا، وهو ما يثبت أن الرياض حصن العرب المنيع ضد مؤامرات الشياطين في المنطقة وخارجها، وأنها الصخرة التي تتكسر عليها معاول الأعداء، وأن تحركها في الوقت المناسب يعني إحباط أي مشروع أسود يستهدف الأمة ومقدراتها واستقرار دولها وشعوبها.

في مقالة سابقة تناولت من خلالها مخططات تنظيم الحمدين للأردن أشرت إلى أنه عقب إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر قبل نحو سنة من الآن أعلن الأردن مباشرة تخفيض التمثيل الدبلوماسي بينه وبين الدوحة وتقييد نشاط قناة الجزيرة على أراضيه، وتعطيل الصادرات الأردنية إلى قطر، وهذا موقف سياسي واضح وضوح الشمس ومازال قائماً حتى اليوم، وهو ما دفع تنظيم الحمدين المتربص بهذا البلد منذ سنوات طويلة، لمحاولة القفز على الأزمة الأردنية وإشعال النيران في الداخل الأردني ومحاولة التشكيك في العلاقات السعودية الأردنية، لكن الصفعة جاءته من حيث لا يحتسب بدعوة السعودية للاجتماع الرباعي بجوار بيت الله لدعم الأردن وقطع الطريق على المتآمرين ومن خلفهم، وهذه بلاشك هي السعودية التي يعرفها العرب وهذه قيادتها التي أحبطت مشروع الربيع العربي بحكمة وحزم، ووقفت سدا منيعا ضد زعزعة استقرار دول المنطقة، ودعمت الأردن في كل أزماته، وستظل داعمة له رغم تآمر المتآمرين.

Hani_DH@

gm@mem-sa.com