-A +A
مها الشهري
فصل الثقافة عن وزارة الإعلام من أهم القرارات التي صدرت في الآونة الأخيرة، فهي الخطوة المنتظرة التي تتحرر فيها هوية الثقافة وتصبح ضمن عمل مستقل حتى وإن بقيت في حاجة إلى الإعلام الثقافي لتعزيز دورها، مما يعني أن الشؤون الثقافية بحاجة إلى عمل مؤسسي يندرج تحته العديد من الأنشطة لتحسين المنظومة الثقافية وتطويرها ومتابعة أعمالها، لأن الإصلاح الثقافي أساس للتغييرات الشاملة.

يلوح في الأفق تصورات عديدة لتظاهرات ثقافية جديدة وكبرى تعزز الخيارات الوطنية وتتبنى الإبداع والمبدعين، ضمن مسيرة تنهض بالعمل الأخلاقي الثقافي في المبدأ الأول، لتفتح المجال لتنامي الجمعيات والهيئات التابعة لها وتنفيذ المبادرات اللازمة التي تمكن المواطن من المشاركة سواء على المستوى الاستهلاكي أو الإنتاجي بالتمكين الملموس الذي يتمثل في احتضان مختلف التخصصات الفنية والعلمية وتحقيق هدفها التنموي، وسيكون لها أعمال أكثر فاعلية ونجاح إذا تم التعاون والتشارك في ما بينها وبين القطاعات الأخرى لتفعيل الحراك الثقافي وإصلاح سلبياته.


إنشاء وزارة الثقافة يفتح المجال لتأهيل الفضاءات الثقافية فتصبح هي المعنية بتطوير منجزاتها ونجاحاتها وتفعيل شراكاتها أمام العديد من المشروعات الفاعلة، ولديها الكثير من المهام التي من أهمها إبراز التراث العمراني وتثمينه وإعادة الأنظار إليه كسمة حضارية وإرث له قيمته البالغة، بالإضافة إلى إحياء الفنون والمسرح واستغلال الإمكانات للصناعات الإبداعية والحرفية، كذلك تشكيل هوية للثقافة السعودية ودعمها بكل الإمكانات التي تبرزها على المستويين المحلي والعالمي، وأن يصبح القطاع الثقافي مصنّعا ومنتجا وله إبداعاته ومشاريعه التي تتفق مع نظرتنا للعالم الجديد.

* كاتبة سعودية

ALshehri_maha@