-A +A
خالد السليمان
توقفت فجر أمس عند ثلاثة من الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأول إنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والثاني إنشاء هيئة ملكية للمحميات الطبيعية، والثالث إنشاء وزارة للثقافة !

القرار الأول يؤكد حقيقة أن مسؤولية العناية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن كانت دائما تحتل المرتبة الأولى من الاهتمام في جميع عهود الملوك السعوديين عبر الزمن، وأن يرأس مجلس إدارة الهيئة سمو الأمير محمد بن سلمان فهذا يعطي مؤشرا على أن التطلعات بلا سقف محدود، فأحلام وتطلعات وطموحات الأمير الشاب تنشد دائما الكمال !


القرار الثاني من أهم القرارات التي طال انتظارها، فالمحميات الطبيعية عانت كثيرا من الإهمال في السابق وضعف أدوات حمايتها، وتعرضت للكثير من سوء المعاملة بسبب قصور الوعي عند بعض الناس بأهمية البيئة الطبيعية وضرورة الحفاظ عليها، وإذا كان قرار إنشاء الهيئة نص على أن تكون المحميات الطبيعية دون أسوار تحجبها عن الناس فإنه في الحقيقة يبني أسوارا غير مرئية لحمايتها والحفاظ عليها قانونيا وتوعويا !

أما قرار إنشاء وزارة للثقافة، فإنه خطوة على طريق تحرير الثقافة من قيود النخبوية، وكسر عزلتها، وفتح آفاقها بعد أن حصرت لسنوات طويلة في قوالب محددة وجامدة !

وأظن أن وزيرها الشاب الأمير بدر بن عبدالله يحمل للثقافة مشروعا متجددا ينفض غبار شيخوختها، ويفتح لها مسارات أكثر تنوعا وجذبا بما يتوافق مع إبراز الهوية الحضارية الثقافية السعودية ضمن انطلاقة الرؤية المستهدفة !