-A +A
صالح عبدالعزيز الكريم
هذه رسالة من القلب إلى قلب كل مسلم يعيش على أرض الوطن المملكة العربية السعودية، جاءت على لسان مرابط في الحد الجنوبي تدل على عظم مكانة المملكة في قلبه وقلب كل زملائه المرابطين، وأن حماية الحرمين الشريفين من دنس الفرس الإيرانيين الداعمين للحوثيين المعتدين لهو أوجب الواجبات عندهم، مستشعرين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تسهر في سبيل الله». إن الوقوف في وجه هؤلاء الذين أتوا لزلزلة الأوطان ومحاربة أهل الإيمان ونشر فساد الأديان لهو عين الجهاد في سبيل الله. إن أبطالنا الذين يبتغون في جهادهم وجه الله سيكونون حجر عثرة أمام هؤلاء البغاة، وقريبا إن شاء الله يفرح المؤمنون بنصر الله في شهر الانتصارات شهر رمضان المبارك، حيث بدأت تنهار قوى الحوثيين وأذنابهم من المرتزقة أتباع حسن عدو الله، وأتباع الخميني عابد النار، فالمحارب السعودي الذي على الحدود يشعر أنه على ثغرة مؤيد في جهاده من الله ومؤيد في عمله من إخوانه وأخواته في كل مكان في هذا الوطن بالدعاء له، كما أن شجاعته وبطولته تصنعان منه رجلا يعيش من أجل العزة أو يموت كريما ذا عزة، ولذلك نشهد اليوم في ساحة الوغى نماذج من الفدائية كالبطل خلف المالكي الذي استطاع أن يغامر وينقذ ستة من زملائه من فم الأحداث، وكان وهو ينقلهم على مرمى من النار، ذلك أن حياة هؤلاء الأبطال وقلوبهم مرتبطة بالله. إن ما قاله هذا المرابط على الحدود «إما نعيش بعز أو نموت بكرامة» يعتبر درسا في فلسفة مفهوم الحياة الحقيقية ولوحة إعلانية وعنوانا كبيرا لمفهوم الإخلاص للوطن يستمد منها كل مواطن سعودي ما يعنيه له الوطن من حب، وضرورة أن يقابل ذلك المعنى لدى كل معلم ومهندس وطبيب وإداري واقتصادي وموظف حكومي وقطاع خاص بما يجب أن يكون عليه من إخلاص في أداء عمله اليومي نحو الوطن والمواطنين.

إننا جميعا صغارا وكبارا رجالا ونساء نعيش مع هؤلاء الأبطال أحداثهم وانتصاراتهم وبطولاتهم، ويجب على الإعلام أن يعطيهم حقهم من الإظهار، وأن تكون دعوات المساجد في التراويح والتهجد هذه الأيام المباركة تخصهم، وأن يكون وجودهم في قلب كل مواطن يرفع الدعاء، وأن نعتني بشهدائهم وما تركوه من خلفهم من الزوجات والأبناء والبنات، وأن يمنحوا امتيازات تكفل لهم حياة سعيدة وطيبة، فمن ضحى بنفسه من أجل الوطن هو الوطن بحق والوطن أحق أن تكون له المكانة في القلوب، وأن نبذل من أجله كل غال ورخيص، فإما أن نعيش فيه بعزة أو نموت دونه بكرامة تحت قيادة مليك مفدى هو سلمان الحزم، وولي عهد ميمون هو محمد بن سلمان، والله ولي الأمر من قبل ومن بعد كما قال تعالى (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم).


Prof.skarim@gmail.com