-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) Okaz_online@
منذ أن زرعت إيران أصابعها الخبيثة في الشرق الأوسط، بدأت المآسي تتوالى يوما بعد يوم على العالم الإسلامي والعربي، وقد تفاقمت المأساة العربية بزرع نظام الملالي أذرعه السامة في الجسد العربي من حزب الله في لبنان إلى الحوثي في اليمن، فقد كانت وحتى الآن ما يسمى بثورة الخميني خنجرا مسموما في الخاصرة العربية.

ولعل مكر العقل الخميني المتمثل بولاية الفقيه، وجد من السهولة بمكان التوغل إلى العمق العربي والإسلامي من خلال القضية الكبرى وهي القضية الفلسطينية، التي يدرك القاصي والداني كم كلفت الدول العربية منذ النكبة وإلى هذا اليوم، ففي الوقت الذي بذلت فيه الشعوب العربية دمها ومالها واهتمامها بهذه القضية المركزية، كان نظام الملالي يخطط لموطئ قدم له يداعب من خلاله مشاعر العالم العربي والإسلامي، إلا أن السؤال الرئيسي لإيران: ماذا قدمت من دماء للقضية، كم بيتا بنت طهران في غزة والضفة الغربية، كم من الدعم قدمت لضحايا الشعب الفلسطيني سوى المال السياسي الذي اشترت به ذمم البعض؟.


من يراقب الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية ويفتح قاموسها السياسي لن يجد إلا المتاجرة بالدم الفلسطيني واستمالة طرف فلسطيني ضد آخر، والأدلة ليست ببعيدة من خلال ولاء بعض من يتصدرون مشهد القضية لولاية الفقيه متناسين تضحيات شعوب العالم العربي للأرض المحتلة، ومتناسين الحروب التي خاضتها الجيوش العربية من أجل فلسطين. ويمكن أن نرصد ما قدمه نظام الخميني للقضية الفلسطينية طوال الثلاثين عاما الماضية، لنجد أنّ كل ما قدّمه لا يعدو الخطابات والبيانات، وبعض هذه الخطابات الغوغائية خصوصا النّجادية منها، كانت أكبر خدمة لإسرائيل، جلبت لها تضامنا غير متوقع بسبب إنكار أحمدي نجاد المتكرر للهولوكست، وتهديده بإبادة اليهود ورميهم في البحر.

وحتى في غمرة العداء الوهمي بين إيران وإسرائيل، نجد نظام الخامنئي يحاول هندسة الصراع مع إسرائيل ليقتصر على الشعارات واستثارة المشاعر فقط، فمن يجيب على سؤال: «ماذا قدم الشعب الإيراني للقضية الفلسطينية سوى الثرثرة؟».. ومن يجيب أيضا: ماذا قدمت إيران للفلسطينيين سوى تمزيق البيت الفلسطيني الواحد.. التجارة فقط هي المجال الذي أتقنته إيران في القضية الفلسطينية، هي ومن ورائها أيضا الذنب الأكبر في المنطقة حسن نصرالله الذي ينفذ بالحرف تعاليم المرشد علي خامنئي.

لكن هل باتت هذه اللعبة تنطلي على العالم العربي والإسلامي!؟ من يتابع التدخلات الإيرانية الدموية في سورية والعراق واليمن، يدرك تماما أن الورقة الإيرانية البكائية على القضية الفلسطينية باتت مفضوحة، فشعوب المنطقة باتت أكثر وعيا من المخططات الإيرانية. لقد تراكم الدم العربي والإسلامي في رقبة نظام الملالي، فما إن تسمع بخطبة إيرانية كاذبة من أجل فلسطين حتى يسترجع المرء تاريخ الدجل الإيراني في القضية الفلسطينية، سقطت الأقنعة عن هذا النظام الخبيث وأذرعه في المنطقة، وبات منبوذا على كل المستويات.. وهذا ما قد يعجّل بنهاية الأوهام الإيرانية في المنطقة.