-A +A
صالح الفهيد
بعد نهاية موسم رياضي تقلبت أحداثه بين الإثارة والفتور والمفاجآت بل والصدمات أحيانا، توقعنا أن يدخل الوسط الرياضي مرحلة التهدئة والركود والتقاط الأنفاس، أو ما يوصف باستراحة المحارب، لكن الذي حصل هو أن المشهد الرياضي اكتظ بشكل غير متوقع بالأحداث الساخنة والمهمة والمثيرة التي تضع الكاتب الأسبوعي في حيرة من أمره، فأي حدث منها يختاره موضوعا لعموده؟

وقبل الشروع في كتابة هذا العمود كانت أمامي قائمة طويلة بالموضوعات التي تستحق التعليق والمناقشة، لكن ثمة حدثا مهما فرض نفسه في الساعة الأخيرة، ألا وهو استقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جياني انفانتينو الذي قام أمس الأول بزيارة رابعة للمملكة خلال بضعة أشهر، وهذا مؤشر قوي على أن القطاع الرياضي هو ضمن أولويات سموه، وأن تطوير هذا القطاع بكل مكوناته هو جزء أساسي من تطوير وتحديث كل قطاعات الدولة، وهو أيضا مؤشر على أن ثمة عملا كبيرا ومهما يجري تحضيره والإعداد له مع الاتحاد الدولي على أعلى المستويات، وقد وصف معالي المستشار تركي آل الشيخ هذا الاجتماع بـ«الهام والمثمر جدا».


وليس جديدا القول إن سقف تطلعات وطموحات الرياضيين بات عاليا، وأصبحوا يتوقعون أي شيء وكل شيء، في ظل دعم غير محدود من القيادة للرياضة والرياضيين، ومع وجود رئيس الهيئة العامة للرياضة النشط والفعال والمنتج الذي لديه قدرة مذهلة على جعل الأشياء الصعبة أشياء ممكنة وسهلة التحقيق.

واهتمام القيادة بالرياضة والرياضيين وإن لم يكن جديدا أو مستحدثا إلا أنه أخذ مؤخرا زخما هائلا، بعد أن صار جزءا مهما ومحوريا من رؤية المملكة الجديدة.

هل ما قلته الآن تطبيلا؟

فليكن.. المهم هنا هل هو تطبيل لشيء يستحق التطبيل؟ أم عكس ذلك؟

وبصفتي صحفيا وكاتبا في هذه الجريدة منذ نحو عقدين، وباعتباري من الذين اشتكوا كثيرا في السنوات الماضية من الترهل، والشيخوخة، وضعف الأداء، وبطء العمل، وتراجع الإنتاج، وفوضوية العمل في المؤسسة الرياضية، ما انعكس على القطاع الرياضي والشبابي في بلادنا بمجمله، وكان سببا في تراجع مكانتنا على الساحات الإقليمية والقارية والدولية، فإنني من أكثر الناس سعادة وفرحا وأنا أرى الوضع يتغير وبأكثر مما أملت وانتظرت وتمنيت، فما يحدث الآن هو بمنتهى الصراحة أكثر مما كنا نطالب به ونتمناه، ولذا سأطبل وأطبل وأطبل، ولا خير فينا إن لم نطبل لما يحدث في وطننا من حراك مذهل، ولا خير فينا إن لم ننصف قياداتنا التي تبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق تطلعات شباب الوطن داخليا وخارجيا، وتعزيز مكانة الوطن في المحافل الدولية بما يليق بمكانته وقيمته بين الأمم.