-A +A
نادر العنزي (تبوك - هاتفياً عمّان) nade5522@
أكد الخبير الإستراتيجي الأردني الدكتور هايل الدعجة لـ«عكاظ»، أن المملكة سبقت الجميع في التنبه للخطر الإيراني، مشيراً إلى أن تصدي قوات الدفاع الجوي السعودي للصواريخ الباليستية الحوثية الإيرانية يعكس جاهزية وحرفية تلك القوات.

وأشار إلى أن تلك الدفاعات هي ترجمة للإعداد والتحضير الجيد للتحديات التي تواجهها المملكة، ممثلة بالتحديات الإيرانية التي تستهدف زعزعة أمن السعودية واستقرارها ومنطقة الخليج بشكل عام، عبر مشروعها التوسعي لتعزيز نفوذها الإقليمي والتدخل في شؤون دول المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية الطائفية مثل جماعة الحوثي وحزب الله، والتعاطي معها كأدوات إيرانية تستهدف السيطرة على المنطقة من حدودها إلى لبنان والبحر المتوسط عبر الأراضي العراقية والسورية.


وتابع: «الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني أتى بسبب عدم التزام إيران ببنود الاتفاق واستمرارها في تطوير برنامجها النووي والصاروخي الباليستي وتخصيب اليورانيوم ودعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، الأمر الذي تنبهت له القيادة السعودية منذ زمن بعيد، وترجمت ذلك إلى استعدادات وتحضيرات عالية المستوى لتكون في مواجهة التحديات الإيرانية ومشروعها البري التوسعي».

ولفت الدعجة إلى أن الجهود العسكرية السعودية تتماهى مع دورها وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي والإقليمي، كما تعكسه مشاركاتها في الجهود والتحالفات الدولية والإقليمية لمواجهة الخطر الفارسي، الذي أمكن التصدي له بعزيمة واقتدار على أيدي قوات الدفاع الجوي السعودي التي كانت للهجمات الصاروخية الحوثية الإيرانية بالمرصاد.

وأبان الخبير الإستراتيجي، أن الضربات الصاروخية الإيرانية العشوائية تأتي انعكاساً لفاعلية هجمات التحالف العربي والعسكري الذي تقوده السعودية التي أربكت الحوثي وأوجعته وأضعفته وجعلته يفقد الكثير من صوابه ومواقعه في اليمن لصالح قوات الشرعية هناك، في إشارة إلى شدة وقوة تأثير الهجمات السعودية التي تقودها قوات الدفاع الجوي السعودي التي تستهدف أوكار جماعة الحوثي الإيراني الطائفية.

واستطرد: «لا نغفل التداعيات السلبية المحتملة على قدرات الحوثيين بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الذي سيكون بحكم المنتهى، والذي سيؤثر سلبياً على جهود إيران في دعم ميليشياتها وأدواتها الطائفية في المنطقة، لما لهذا الانسحاب من تبعات مالية واقتصادية واجتماعية سلبية على إيران، التي عليها أن تكون مستعدة لمواجهة ثورات وتظاهرات واحتجاجات داخلية على خلفية ما يتوقع أن تواجهه من أوضاع اقتصادية ومالية صعبة ستنعكس سلبياً على حياة المواطن الإيراني المعيشية، الذي مل هدر الأموال الإيرانية نتيجة تدخل بلاده في شؤون دول المنطقة وإشعال الحروب والحرائق فيها».