-A +A
حمود أبو طالب
في فترة ماضية كانت علاقتي متوترة جداً بالناقل الجوي الوطني الخطوط السعودية لأسباب أجزم أنها موضوعية جداً، كانت الأخطاء كثيرة والخدمة متدنية والمسؤولون متعالين لا يهتمون بالاستماع للملاحظات التي تطرحها وسائل الإعلام، وعندما تذهب إلى مكاتب المبيعات أو المطار أو تركب الطائرة فكأنما الخطوط تمن عليك بأنها قدمت لك خدمة مجانية وليس لأنك دفعت نقوداً مقابل تلك الخدمة. وأجزم أيضا أن نسبة ساحقة من المجتمع كانت مستاءة من الخطوط التي كان ترتيبها يتدنى باستمرار رغم عراقتها وتأريخها. لذلك كنت أختار خطوطا غيرها في الرحلات الخارجية، أما داخليا فلا مناص منها قبل دخول شركات جديدة.

ومثلما وجهنا النقد القاسي المستحق للخطوط خلال ضعفها، لها علينا أن ننصفها وهي تتحسن بشكل متصاعد وتتطور بشكل سريع. أنا شخص كثير الأسفار ما جعلني أتابع بشكل مستمر ما يحدث في خطوطنا بعد أن تحسنت علاقتي بها بسبب تحسنها وأصبحت ناقلي المفضل خارجيا وداخليا، لكن هل يكفينا هذا التحسن ونرضى به، الجواب لا بكل تأكيد لأن تأريخ خطوطنا وأهمية المملكة ومركزيتها في العالم الإسلامي والعالم ككل، والطموحات التي تتضمنها الرؤية الجديدة لاستقطاب العالم سياحا ورجال أعمال وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين تتطلب أن تكون الخطوط السعودية أكبر وأفضل أسطول جوي في محيطها، ومن أفضل الخطوط العالمية لأن الأمر ليس ترفاً بل ضرورة ملحة. فهل استوعبت خطوطنا هذه المسؤولية وهل تعمل على تحقيقها؟ هذا السؤال كان مطروحاً على المائدة التي جمعت مجموعة من الزملاء الكتاب والإعلاميين بمسؤولي الخطوط وفي مقدمتهم مديرها العام المهندس الخلوق صالح الجاسر خلال سحور أقامته الخطوط تخلله شرح لبرامج التطوير العديدة التي يتم تنفيذها الآن والبرامج المستقبلية التي يتم التخطيط لها، وقد كانت المعلومات مبهجة تبعث على كثير من التفاؤل.


خطوطنا ليست مجرد ناقل جوي فقط، بل قلعة اقتصادية ووجه للوطن لأنها تجوب العالم، لذلك نهتم بها وعندما نشير إلى بعض السلبيات فلأننا نريدها الأفضل، وهي سائرة بإصرار في طريق الأفضل.