تقف الأساطين شاهدة على عصر النبوة، يحمل كل منها قصة فريدة وذكرى من زمن النبي.
تقف الأساطين شاهدة على عصر النبوة، يحمل كل منها قصة فريدة وذكرى من زمن النبي.
-A +A
ياسر المطيري (المدينة المنورة) yasser25a@
على الرغم من التوسعات المتتالية للمسجد النبوي، إلا أن أساطينه الـ 8 التي عرف بها منذ إنشائه بقيت حتى الآن، لكل واحد منها قصة تاريخية واسم ارتبط به، الأمر الذي دفع العديد من المصلين وزائري المسجد النبوي إلى الوقوف حولها لقراءة بعض المخطوطات المكتوبة.

وتعد «الأسطوانة المخلّقة» من أشهر الأعمدة في المسجد النبوي، وتعرف


بالأسطوانة «المطيّبة والمعطرة»، أو «عَلَم المصلّى» التي استمدت شهرتها من حديث الإمام مالك الذي قال فيه: «أحب مواضع التنفل فيه مصلى النبي حيث العمود المخلق».

وتقل أسطوانة السيدة عائشة عن الأسطوانة المخلّقة، ثالث أسطوانة من المنبر، والثالثة من القبر، وتعرف أيضاً بأسطوانة «القرعة»، أو أسطوانة المهاجرين لاجتماع المهاجرين عندها كثيرا. رابع أسطوانة من المنبر، والثالثة من القبلة، والثانية من القبر، تعرف بـ«أسطوانة التوبة»، أو أسطوانة أبي لبابة؛ ويعود سبب التسمية لأن أبا لبابة ربط نفسه بضع عشر ليلة بعد الذي أفضى به لحلفائه بني قريظة وبعد أن ندم على ما فعل كانت ابنته تحلّ رباطه إذا حضرت الصلاة، وحلف أن لا يحلّ نفسه حتى يحله النبي صلى الله عليه وسلم وحلّه صلى الله عليه وسلم بعد أن نزلت توبته في القرآن الكريم.

إلى الشرق من أسطوانة التوبة، تقع أسطوانة السرير الملاصقة للشباك المطل على الروضة وهي محلّ اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يروى أنه كان للنبي هناك سرير من جريد النخل، يوضع عند هذه السارية كذلك كانت له وسادة تطرح له فكان يضطجع على سريره عند هذه الأسطوانة.

خلف أسطوانة السرير من الشمال تقع أسطوانة الحارس مقابل الخوخة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت أم المؤمنين عائشة إلى الروضة للصلاة، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب لجلوسه عندها وقت حرسه النبي.

وتقف أسطوانة الوفود شمال أسطوانة الحرس، وهي الأسطوانة التي كان النبي يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته، وكانت تعرف بمجلس القلادة، تقف إلى قربها «أسطوانة مربعة القبر» أو ما تعرف بـ«مقام جبريل»، وهي الأسطوانة اللاصقة بشباك الحجرة النبوية.

وتقف أسطوانة التهجد وحيدة خلف بيت فاطمة بنت رسول الله من جهة الشمال، وفيها محراب، إذا توجّه المصلي إليه كانت يساره إلى جهة باب عثمان المعروف بباب جبريل، لتقف الأساطين شاهدة على عصر النبوة يحمل كل منها قصة فريدة، وذكرى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.